للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عليه الضريبة، وتستخرجها منه.

فقال: لا والله، إلّا الإحراق.

قال: فاجتهدت به، فلم يكن في يدي منه شيء.

وتوجّه النفّاطون، والرجّالة، إلى الزورق، فضربوه بالنار، وأقبل الملاح يلطم، ويصيح، ويقول: يا قوم، فيه أموال الناس، قد افتقروا، وافتقرت، ويستغيث بالمسلمين، ولا يقدم أحد على إغاثته.

وأحرقت قلوس «١» الزورق، التي كانت تربطه، وتمسكه، وخرج منه الملّاحون، وطرحوا أنفسهم إلى الماء.

فانحدر مع الماء لنفسه، والنار تشتعل فيه، فوقع على الجسر، فقطعه، وانحدر، حتى انتهى إلى موضع معسكر سيف الدولة، وكان نازلا في المأصر «٢» بواسط.

والملّاح [٦٣] في بكائه وراءه، لا يجسر أن يطفىء النار، ولا يقدر على أكثر من أن يلطم ويصيح.

فلما رأى سيف الدولة الصورة، استهولها، مع صياح الملّاح، وقوله فيه أموال، فاستدعاه، وقال: أيش فيه؟.