للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فاستغرق فيها، فلما أعياه ذلك، تركه على حاله.

وفي موضع من ... «١» الذي في ظهر البطائح، بين واسط والبصرة، ممّا يلي الطفوف «٢» ، من القبة العتيقة، فيه خزانة يقال لها: القارة «٣» ، يقال إنها من خزائن قارون، طولها أربعون ذراعا، والعرض مثله، وارتفاعها أكثر من ذلك، مبنيّة بالقار، والحصى، والنوى، وهي مجموعة ليس «٤» لها باب ولا نقف لها على مدخل «٥» .

وكان رجل من ساكني تلهوار، يعرف بعمر النجار، أضاف رجلا من المجتازين، وأكرمه، فأحبّ أن يكافيه، فأعلمه كيفيّة الوصول إلى هذه القارة، وكتب له بذلك كتابا، أوقفه عليه.

وقال له: نريد أن نستعين برجل كبير، وأومأ إلى خاقان، وأبي القاسم بن حوط العبدسي، وكانا رئيسي البلد، فأعلمهما ذلك.

فأعدوا له آلة لما يحتاج إليه من الفتح، من مرور «٦» ، وآلات حديد، وخشب وزبل «٧» ، وسلاليم «٨» ، وأجرّة سفن، وحبال، وغير ذلك، ولزمهما عليها- مع مؤن الرجال- ألوف دراهم كثيرة، وأثبتا رجالا كثيرة