«امض على سبيلك، وأقف أثر من كان قبلك من المرسلين، فإن الله قامع بك زيغ من ألحد في دينه، وضلّ عن سبيله» .
قال: وهي طويلة، ولم يبق في حفظي منها غير هذا.
قال: وكان المتنبّىء إذا استوعب في مجلس سيف الدولة «١» ، ونحن إذ ذاك، بحلب «٢» ، يذكر له هذا القرآن، وأمثاله، ممّا كان يحكى عنه، فينكره، ويجحده.
قال: وقال له ابن خالويه النحوي «٣» ، يوما، في مجلس سيف الدولة، لولا أنّ الآخر «٤» جاهل، لما رضي أن يدعى بالمتنبّىء، لأنّ متنبىء، معناه كاذب، ومن رضي لنفسه أن يدعى بالكذب، فهو جاهل.
فقال: لست أرضى أن أدعى بذلك، وإنّما يدعوني به، من يريد الغضّ مني، ولست أقدر على الامتناع.
فأمّا أنا، فإنني سألته بالأهواز «٥» ، في سنة أربع وخمسين وثلاثمائة،