قال: فكنت آخذ الطين، فلعادة الملك، أقلب يدي إلى ظهري [٨٤] ، وأعطيهم الطين، فكما «١» أذكر أنّ ذلك خطأ عليّ [يسبّب] سفك دمي، أبادر بتلافي ذلك، فأردّ يدي بسرعة، قبل أن يفطنوا بي.
قال: فلمحتني أمرأة قائمة، فأخبرت سيدها بخبري، وقالت: لا بدّ أن يكون هذا من أولاد الملوك.
قال: فتقدّم إليها، بحبسي عن المضيّ مع الصنّاع، فاحتبستني، وانصرف الصنّاع.
فجاءني بالدهن والعروق، لأغتسل بهما، وهذه مقدمة إكرامهم، وسنّة لإعظامهم، فتغسّلت بذلك.
فجاءوني بالأرز والسمك، فطعمت.
فعرضت المرأة نفسها عليّ للتزويج، فعقدت عليها، ودخلت بها من ليلتي، وأقمت معها أربع سنين، أربّ «٢» حالها، وكانت لها نعمة.
فأنا يوما، جالس على باب دارها، فإذا أنا برجل من بلدي، فاستدعيته، فجاءني.
فقلت له: من أين أنت؟
قال: أنا من بلد كذا وكذا، وذكر بلدي.
فقلت: ما تصنع هاهنا؟
فقال: كان فينا ملك حسن السيرة، فمات، ووثب على ملكه رجل ليس من أهل بيت الملك، وكان للملك الأوّل ابن يصلح للملك، فخاف على نفسه، فهرب، وإنّ المتغلّب أساء عشرة رعيته، فوثبوا عليه، فقتلوه، وانبثثنا في البلدان نطلب ابن ذلك المتوفّى، لنجلسه مكان أبيه،