للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فقال: أنظر لك بعشرين ألف درهم، وتؤدّي عشرين ألف درهم.

قال: فحلفت بالطلاق، أنّه لم يبق لي إلّا مسكني، وبكيت، وقبّلت يده، واضطربت بحضرته، فرحمني، وكتب لي إلى الديوان، بإسقاط ذلك عنّي، وانصرفت.

ولم تمض، إلّا شهور، حتى كتب عمرو بن الليث، إلى عليّ بن المرزبان، يستدعيه، ويأمره بحمل ما اجتمع له من الأموال، وكان قد جمع له، ما لم يسمع قط باجتماع مثله في وقت واحد، من أموال فارس، فإنّه جمع له ستين ألف ألف درهم.

قال: فحملها إلى سابور «١» ، وخرج، وتلقّاه عمرو بن الليث، بجميع قوّاده، وأهل عسكره.

وهاله عظم ذلك المال، فاستخلفه على فارس، وأعمالها، حربا وخراجا، وفوّض إليه الأمور كلّها، وأذن إليه في الحلّ والعقد بغير استئمار، وخلع عليه سوادا له، وحمله على فرس أشهب عظيم الخلقة، كان يعظمه عمرو، ويكثر ركوبه، ودفع إليه خاتمه، وردّه إلى فارس.

قال: فوافاها في زمن الربيع، ولم يحل الحول على قصّتي معه.

فخرج أمير البلد- وقد صار من قبله- ليستقبله، وخرج الناس، فتلقّوه على ثلاثين فرسخا، وأكثر، وخرجت فتلقيته على العطفة التي في طريق خراسان، وبينها وبين البلد، نصف فرسخ.

قال: فوافى وهو على الصفة التي ذكرتها له في المنام الموضوع، والدنيا على الحقيقة خضراء بآثار الربيع وزهره، وحوله أكثر من مائة ألف إنسان [٩٦] ، وعليه قلنسوة عمرو بن الليث، وفي يده خاتمه، وعليه السواد،