للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الضرب، ثم قالت غنّياه على الطريقة الفلانيّة] «١» ، واجعلا في الموضع الفلاني كذا.

فغنّتاه، كأنّهما قد سمعتاه قبل ذلك دفعات، وما خرج الغناء من بين شفتيها.

[فطربت] «٢» وقلت في نفسي: عريب تزورني [٨٨ ب] وتلحّن شعري، وهي على كلّ حال مغنّية، وتنصرف من عندي صفرا؟ والله، لا كان هذا، ولو انّني متّ ضرا وجوعا وفقرا.

فقمت إلى جواريّ، وشرحت الحال لهنّ، وقلت: عاونّني بما يحضركن، فدفعت إليّ هذه خلخالا، وهذه سوارا، وهذه عقد حبّ، وهذه جان «٣» ، إلى أن اجتمع لي من حليهنّ ما قيمته ألف دينار.

قال: واستدعيت زنبيلّا مشبّكا ذهبا كان عندي، فيه مائة مثقال، فجعلت ذلك فيه، وخرجت به إليها، وقلت: يا سيدتي، هذه طرف، أحببت إتحاف هاتين الصبيّتين بها، فأحبّ أن تأمريهما بأخذها.

فامتنعت امتناعا ضعيفا، وقالت: يا أبا إسحاق، بيننا اليوم هذا، أو فضل فضل له؟

فقلت: لا بدّ.

فقالت لهما: خذاه، فأخذتاه، وجلست إلى وقت المغرب.

ثم قامت لتنصرف، فشيّعتها [٧٩ ط] إلى دجلة.

فلمّا أرادت الجلوس في طيّارها، قالت: يا أبا إسحاق لي حاجة.

قلت: مري بأمرك.