للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والحمد لله الذي خصّ مولانا الأمير السيّد، أطال الله بقاءه، من هذه الأوصاف الشريفة، والأخلاق المنيفة، بما فضّله به على ملوك الزمان، وأنطق بذكره وشكره كل لسان، وجعل القلوب كلها، شاهدة به، والآراء على اختلافها، متفقة عليه.

والحمد لله الذي جعل تدبيراته جارية على الصواب، ماضية على سنن الكتاب، محروسة من عيب كل عائب، ثاقبة كالنجم الثاقب، الذي لا يدفع علوّه دافع، ولا ينازع في سموّه منازع.

وإيّاه نسأل، كافّة أوليائه، وخدم دولته، وإليه أرغب، الرغبة التامة من بينهم، في إيزاعه الشكر على ما أولاه، وإلهامه حمده، تقدست أسماؤه، على ما خوّله وأعطاه، وأن يديم له شأنه وتسديده، ويصل بالحق وعده ووعيده، ويحسن من كل نعمة وموهبة، حظّه ومزيده، ويجعل قوله مبرورا، وعدوّه مقهورا، وفعله مشكورا، وقلبه مسرورا، ولا يخليه من جدّ سعيد، إنّه ولي حميد، فعّال لما يريد.

وورد الخبر، بما جرى من الاستظهار على من شكّ في مناصحته ووفائه، وظهر في الدولة سوء رأيه، بعقب تتابع الأنباء، بما كان أضمره من الغدر، وأضبّ عليه من قبح الأمرة، وبما بان منه من إعمال الحيلة على ثلم المملكة، والسعي في تفريق الكلمة، وإفساد البلاد، وإخافة العباد، ولم يصادف وروده، إلّا مستبشرا [١٢٠ ط مكرر] به، مستنصبا له، عالما بجميل صنع الله- عز وجل- في وقوعه، شاكرا له على ما أبلاه، وأولاه من المعونة عليه، عارفا بأن مولانا الأمير- أدام الله تأييده- لم يأمر به، وما وجد سبيلا إلى الصلاح، إلّا سلكها، ولا ترك سبيلا إلى الاستصلاح إلّا ركبها، فلم يزده ذلك إلّا تماديا في العصيان وغيّا، ومرورا في ميدان البغي وبغيا يحسن به العدول عن صلة الرحم، بحكم الله عز وجلّ، إذ جعل البغي في كتابه،