للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عنّي، ولعلّه هو، أراد أن يعتدّ به على أبي عمر، بادرت أنا بإخراجه، إن راح أبو عمر فشكره على ذلك، أو ذاكره به، فعلم أنّ ذلك من فعلي، بأيّ صورة يتصورني؟ أليس يراني بصورة من خرج بسرّ؟ وإخراج السرّ، في الخير والشرّ، والفرح والغم، والجيّد والرديء، واحد؟

وإن أدّاه ذلك إلى استثقالي واحتشامي، أليس في هذا انتقاص معيشتي وخيري؟ ثم إن حجبني عنه، من يوصلني إليه؟ ومن يرغب في استخدامي بعده أو يدخلني داره؟ أو ليس ينتشر في البلد، إنّه طردني، لأنّني أفشيت له سرّا، لا يدرى ما هو.

ليس إلّا أن أرجع إلى أبي عمر، فأسأله كتمان ذلك.

قال: فرجعت من حيث قدّمت لي دابتي، ولم أركب.

فحين وقع ناظر أبي عمر عليّ، قال لي: يا أبا عصمة «١» ، ولا حرف، ولا حرف.

قال: فكأنّه حسب ما حسبته لنفسي، وعلم ما علمته، ممّا طرأ عليّ، فلمّا رآني قد استدركت ذلك، علم أنّي ما رجعت إلّا لأسأله كتمان هذا، فبدأني بما قاله. فشكرته وانصرفت، ولم أجلس.

وقد أخبرني أبو الحسين بن عيّاش رحمه الله، بهذا الخبر، عن أبي عصمة، ولم يذكر فيه حديث الخطبة، ولا أي شيء كان السرّ، وهذا الحديث أشرح، فأوردته هكذا «٢» .