وأقمنا ليلتنا هناك، وبكّرنا، والرؤوس في مخالي دوابّنا، مسمّطة «١» عليها، ونحن نريد بغداد.
وكنّا عشرة غلمان، والمقتّلين عشرة.
فلما صرنا في بعض الطريق، وحمي النهار، أوينا إلى قرية خراب، وجلسنا نأكل، والمخالي بين أيدينا، فيها الرؤوس، قد نحّيناها عن الدواب، وتركنا الدواب ترعى.
فلما فرغنا من أكلنا، قمنا إلى المخالي، فافتقدنا من الرؤوس التي فيها واحدا، فقامت قيامتنا، وقلنا نحن مقتولون به، سيقول لنا بجكم:
أخذتم منه مالا، وتركتموه، كيف نعمل؟
فأجمع رأينا على أن نخرج إلى تلك الصحراء، فنعترض رجلا كائنا من كان أوّل ما نلقاه، فنقتله، ونجعل رأسه في المخلاة، بدلا من الذي ضاع، ونسير.
فخرجنا على هذا، فأوّل من استقبلنا، رجل شيخ، حسن الشيبة والثياب، له سجّادة وسمت «٢» ، وهو راكب حمارا، عليه خرج مثقل، وهو يسير.
فأوقعنا به وقتلناه، بعد أن تذمّمنا من قتله، مع ما رأيناه عليه، إلّا أنّا خفنا أن ينتشر الناس في الطريق، فلا يمكنّا قتل أحد، ونكون نحن المقتّلين.
فقتلنا الرجل، وقطعنا رأسه، وجئنا لنجعله في المخلاة، فإذا نحن برأس ملقى بين أرجل الدواب، فشككنا فيه، وعددنا الرؤوس، فإذا هي أحد عشر.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute