إذا افتقرت، ولم يبق معك شيء، تقتل نفسك، ولا تعيش في الدنيا؟
فقلت: لا.
قال: فتحمل على رأسك؟
فقلت: لا.
[قال: فتحسن تتصرّف، وتكسب المال؟.
قلت: لا] «١» .
قال: فعرّفني من أين تعيش؟
قال: ففكّرت ساعة، فلم يقع لي إلا أن قلت: أصير قوّادا.
قال: فبكى ساعة، ثم مسح عينيه، وقال: لست أعيب عندك هذه الصناعة، فإنّها ما جرت على لسانك، إلّا وقد دارت في فكرك، ولا دارت في فكرك، وأنت تنصرف عنها [١٦١ ط] أبدا بعدي، ولكن أخبرني كيف يتمّ لك المعاش فيها؟
فقلت: قد تدرّبت بكثرة دعواتي القحاب والمغنّيات، ومعاشرتي لشرّاب النبيذ، فأجمعهم على الرسم، فينفقون «٢» في بيتي، ويعملون ما يريدون، وآخذ منهم الدراهم، وأعيش.
فقال: إذا يبلغ السلطان خبرك في جمعة «٣» ، فيحلقون رأسك، وذقنك «٤» ، وينادي عليك، ويتفرّق جمعك، ويبطل معاشك، ويقول