للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

غنائي، فأنا على أيّ شيء أطرب؟

قال: يا غلام، هات الدواة، فأحضرت، فكتب لي رقعة، ورمى بها إليّ، وإذا هي إلى صيرفيّ يعامله بخمسمائة دينار، فأخذتها، وشكرته.

ثم غنّيت، فطرب، وزاد سكره، فطلبت منه ثيابا، فخلع عليّ خمسة أثواب.

ثم أمر أن يبخّر من كان بين يديه، فأحضرت عتيدة حسنة سريّة، فيها طيب كثير، فأخذ الغلمان يبخّرون الناس منها، فلما انتهوا، قلت:

يا سيّدي وأنا أرضى أن أتبخّر حسب؟

فقال: ما تريد؟

قلت: أريد نصيبي من العتيدة.

فقال: قد وهبتها لك.

وشرب بعد ذلك رطلا آخر، واتّكأ على مسورته، وكذا كانت عادته إذا سكر.

فقام الناس من مجلسه، وقمت وقد طلع الفجر وأضاء، وهو وقت تبكير الناس في حوائجهم.

فخرجت كأنّي لصّ قد خرج من بيت قوم، على قفا غلامي الثياب والعتيدة كارة.

فصرت إلى منزلي، ونمت نومة، ثم ركبت إلى درب عون «١» ، أريد الصيرفي، حتى لقيته في دكانه، وأوصلت الرقعة إليه.

فقال: يا سيدي، أنت الرجل المسمى في التوقيع؟

قلت: نعم.