للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال: أنت تعلم، أنّ أمثالنا يعاملون للفائدة.

قلت: نعم.

قال: ورسمنا أن نعطي في مثل هذا، ما يكسر في كلّ دينار، درهم.

قلت له: لست أضايقك في هذا [القدر] «١» .

فقال: ما قلت هذا لأربح عليك الكثير، أيّما أحبّ إليك، تأخذ كما يأخذ الناس، وهو ما عرّفتك، أو تجلس مكانك إلى الظهر حتى أفرغ من شغلي، ثم تركب معي إلى داري، فتقيم عندي اليوم والليلة، ونشرب، فقد- والله- سمعت بك، وكنت أتمنّى أن أسمعك، ووقعت الآن لي رخيصا، فإذا فعلت هذا، دفعت إليك الدنانير بما تساوي، من غير خسران.

فقلت: أقيم عندك.

فجعل الرقعة في [١٣٨ ب] كمّه، وأقبل على شغله.

فلما دنت الظهر «٢» ، جاء غلامه ببغل فاره، فركب، وركبت معه، وصرنا إلى دار سريّة حسنة، بفاخر الفرش والآلات، ليس فيها إلّا جوار روم للخدمة، من غير فحل.

فتركني في مجلسه، ودخل، ثم خرج إليّ بثياب أولاد الخلفاء، من حمّام داره، وتبخّر، وبخّرني بيده، بندّ عتيق جيّد، وأكلنا أسرى طعام، وأنظفه، وقمنا إلى مجلس للشرب سريّ، فيه فواكه وآلات بمال.

وشربنا ليلتنا، فكانت ليلتي عنده [١٦٦ ط] أطيب من أختها عند الحسن بن مخلد.