للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فأجمع رأيهم أن كفّوا العامّة، ومضوا إلى مضرب الخليفة، وسألوا الوصول.

فأنفذ إليهم أن اختاروا عشرة منكم، يدخلون إليّ، ويخاطبونني.

فاختاروا عشرة كنت منهم.

فحدّثني قال: دخلنا عليه، فسلّمنا، ووقفنا، فأمر بإجلاسنا، فجلسنا.

فقالوا: يا أمير المؤمنين، نحن في وجه عدو كلب، وجهاد متصل [ونفير دائم] «١» ، والعدوّ يطرقنا ونطرقه، فإن هدمت هذا السور، كان ذلك أقوى عدّة للعدوّ [١٥٤ ب] علينا، وكان البلد له عند أيسر ضعف يلحقنا، وحادثة تطرقنا، فإن رأيت أن ترحم ضعفنا، وتستر ذرارينا، بهذا السور.

فقال: قد كثرت الحوادث علينا في هذه الثغور، واعتصام كل مخالف، بحصن منها، وقد علمتم ما لحقنا بالأمس من ابن الشيخ «٢» ، واليوم من هذا الخادم «٣» ، وقد سبق منّي القول، أن لا أدع حصنا إلّا هدمته، وأنا أهدم هذا السور، وأحصّنكم من العدو، بإضعاف عدد الشحنة، وإدرار الأرزاق، وإطلاق مال للمطوّعة، يقوون به على جهاد العدو، فتكون قوّتهم مانعة للعدو، وكأنّ السور لم يزل، ولا يطمع أحد في التحصّن به على العصيان.

قال: فلم يكن عند أصحابي حجّة، وضعف كلامهم، ورأيت المجلس كالمنفضّ «٤» على هذا.

فقمت، واستأذنت في الكلام، فأذن لي.