للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فقلت لها: ويحك ائتيني، فقد رأيت رسول الله، صلى الله عليه، في النوم، فانتبهت، وأنا مسجّاة.

فاستشرحتني.

فقلت لها: إنّي رأيت رسول الله، صلى الله عليه، فدعا لي في النوم، وقال: قد وهب الله لك العافية.

فقالت لي العجوز: ويحك، فإنّي أرجو أن تكوني قد برئت من العلّة، هاتي يديك، فأقامتني، والله، كما أقامني «١» النبيّ صلى الله عليه، في النوم، ولم أكن عرّفتها ذلك.

فأعطيتها يدي، فأجلستني، وقالت لي: قومي، فقمت، فتعبت، ثم جلست، ففعلت بي ذلك ثلاث مرّات.

ثم قمت، فمشيت [وحدي.

فصاحت الخادمة سرورا بالحال، وإعظاما لها، فقدّر الجيران أنّي قد متّ، فجاءوا] «٢» ، فقمت فمشيت بحضرتهم متوكئة، فكثروا عليّ في الليل، وفي غد، حتى كدت أتلف، وما زالت قوّتي ترجع إليّ، إلى أن مشيت كما أمشي الآن، ولا قلبة بي.

قال: وقد رأيتها بعد ذلك، أنا، تمشي وتجيء إلى عيالنا ماشية، وهي الآن باقية صحيحة، وهي أصلح وأورع وأزهد امرأة سمعت بخبرها في هذا الزمان، لا تعرف غير الصلاة والصيام، وطلب الرزق على أجمل الوجوه، عاتق «٣» إلى الآن، ديّنة جدا.