للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فهم بعد الفداء موثقون في أسر الإحسان، ومع الخلاص مقرونون برقّ التطوّل والامتنان.

ولما أحضرونا من أسروه من الأعمال [النازحة، والبلدان الشاسعة، ولم نستخر ادّخار الأموال] «١» عن خلاصهم [١٩٨ ط] ولا الشحّ بها عن تعجيل فكاكهم، فابتعناهم من الأثمان بأعظمها، ومن الأموال بأجسمها، ولم نطع في ادّخار الذهب والفضة، المقرون بمخاوف الوعيد، وفظيع التهديد، أمر الشكّ في ربح الصفقة بمتاجرة الله تعالى، جلّ اسمه واثقين بعاجل الخلف، وآجل الجزاء، وذلك الفوز العظيم.

وتداركنا من عمارة أحوالهم، ما كان مختلا بمعاناة الفقر، ومتهافتا بتطاول الأسر، وانقلبنا قافلين بأسعد منقلب، وأربح مكتسب، وأتم إقبال، وأجمل حال، بعد أن أجفل العدوّ خذله الله، مستطيلا مدّة إقامته، وشاكّا في إحراز سلامته، متوهّما أن الخيول تطلبه، والرماح تتعقّبه، لا يعرّج على ضعفاء ساقته، ولا يلوي على أخصّ من في جملته.

وتقدّمنا بمكاتبة أوليائنا، وكافّة رعيّتنا، بذكر ما هيأه الله عزّ وجل لنا من تظاهر النعم، وتواتر القسم، وليشهروا ذلك على منابر الصلوات، ويعلنوه بالرسائل والمكاتبات، إذ كان ما يتوجّه بالله سبحانه من تتابع [النعم و] «٢» المنح، وتواصل العوارف، عائدا على الملّة، ومساويا بالنفع به الأمّة.

فالحمد لله الذي اختصّنا من اختياره، وأفردنا بإيثاره، بما رآنا له أهلا لخلافة نبيّه صلى الله عليه وسلّم في حراسة أمّته، وإعزاز كلمته.

وإليه نرغب في توفيقنا للاعتراف بعوارفه، لما تكون به النعم محروسة [١٧٣ ب] والموهبة محفوظة، لا ينتقصها كفران، ولا يرتجعها عدوان، إن شاء الله تعالى.