للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فاطلبي قودي بإقراري، وحملي إلى السلطان، فسيعرضون لك الدية فلا تقبليها، أو يبذلوا لك عشر ديات، أو ما استوى لك بحسب ما ترين من زيادتهم، وحرصهم.

فإذا تناهت عطيّتهم في افتدائي إلى حدّ يقع لك أنّهم لا يزيدون بعده شيئا، فاقبلي الفداء منهم، واجمعي المال، وخذيه، واخرجي من يومك عن البلد إلى طريق بغداد، فإنّي سأهرب، وأتبعك.

فلما كان من الغد جاءت المرأة، فلما رأته، فعلت به ما قال لها، ولطمته وقالت المقالة التي علّمها.

فقام أهل البلد ليقتلوها، وقالوا: يا عدوّة الله، هذا من الأبدال «١» هذا من قوّام العالم «٢» ، هذا قطب الوقت «٣» ، هذا صاحب الزمان، هذا، هذا.

فأومأ إليهم أن اصبروا ولا تنالوها بسوء، فصبروا، وأوجز صلاته، ثم سلّم، وتمرّغ في الأرض طويلا.

ثم قال للناس: هل سمعتم لي كلمة منذ أقمت فيكم؟

فاستبشروا لسماع كلامه، وارتفعت صيحة عظيمة، وقالوا: لا.

قال: فإنّي إنّما أقمت عندكم تائبا ممّا ذكرته، وقد كنت رجلا في زيغ وخسارة، فقتلت ابن هذه المرأة، وتبت، وجئت إلى هاهنا للعبادة،