للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= والعجلى صنو ابن حبان في التساهل، قال العلامة الناقد المعلمى اليمانى في "الأنوار الكاشفة" [ص ٧٠]: "وتوثيق العجلى وجدته بالاستقراء كتوثيق ابن حبان أو أوسع" وقال الإمام في "الصحيحة" [٧/ ٦٣٣]: "فالعجلى معروف بالتساهل في التوثيق كابن حبان تمامًا ... ".
قلتُ: وقد نهض بعض المعاصرين من الفضلاء و جمع بحثًا في اعتبار توثيق العجلى، والرد على من رماه بالتساهل، فتصدينا له ولغيره ونقضنا كلامهم، وذكرنا عدة أمور تقوم على ظهور تساهل العجلى جدًّا في توثيق الأغمار، وذلك في أواخر كتابنا "إرضاء الناقم بمحاكمة الحاكم" فالله المستعان.
والثانية: شريك القاضى ... وليس بحاجة إلى مزيد شرح حاله في الضبط والإتقان، وسوء حفظه مما سارت به الركبان، وقد اضطرب في اسم شيخ شيخه (نعيم بن حنظلة)، على خمسة وجوه، ثم خرج عن الحدِّ.
ورواه عنه الطيالسى في "مسنده" [رقم ٦٤٤] فقال: عن الركين بن الربيع عن حصينًا بن قبيصة عن عمار به نحوه ... ، هكذا سماه (حصين بن قبيصة) وهذا وهْم فاحش، فإن حصينًا هذا تابعى صدوق معروف، ولكن لا عتب على شريك في ذلك، وقد قال أبو داود عقب روايته: "وروى هذا الحديث أبو نعيم وغيره عن شريك عن الركين عن نعيم بن حنظلة عن عمار ... " وهذا الكلام - إن صح أنه من كلام أبى داود - فيه رد على ابن عساكر، حيث عصَّب الجناية في ذلك الوهم الماضى برقبة أبى داود نفسه، فانظر "تاريخه" [٤٣/ ٣٥٢]، ثم جاء عليّ بن الجعد وخالفه كل من رواه عن شريك على الوجه الأول، ورواه عنه بإسناده به موقوفًا على عمار من كلامه، هكذا أخرجه في "مسنده" [رقم ٢٣٢٢]، قال أبو القاسم البغوى، راوى المسند عنه: "لم يرفعه لنا عليّ بن الجعد ... ".
قلتُ: ابن الجعد حافظ مأمون، وقد يكون هذا الوهم من شريك أيضًا، وعلى كل حال: فالحديث ضعيف موقوفًا ومرفوعًا، لكن نقل المزى في ترجمه "نعيم بن حنظلة" من "التهذيب" [٢٩/ ٤٨١]، أن ابن المدينى قال عن هذا الحديث: "إسناده حسن، ولا نحفظه عن عمار عن النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا من هذا الطريق".
قلتُ: الظاهر من تحسينه لإسناده: أنه يريد الغرابة والتفرد، ويقع ذلك المعنى كثيرًا في لسان جماعة من المتقدمين، وإلا فرأيُ ابن المدينى في حفظ شريك معروف، وقد حسنه أيضًا العراقى في "المغنى" [٣/ ١٣٣]، وهذا تساهل منه، وقد تعقبه الصدر المناوى كما في "فيض القدير" [٦/ ٢٠٩].=

<<  <  ج: ص:  >  >>