للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= أن الحديث لا أصل له من هذا الطريق عن مسعر، فراجع الكلام عليه [برقم ٢٩٠٠]، عند المؤلف وقد ناقشنا الإمام طويلًا فيما علقناه على هذا الحديث في "غرس الأشجار".
• والحاصل: أن الحديث كذبٌ لا أصل له من هذا الطريق كما مضى عن أبى حاتم، والقوال ما قالت حذام؛ والآفة إما أن تكون من الحسين بن عليّ بن الأسود روايه عن محمد بن الصلت به ... ، وإما أن يكون ابن الصلت هو المخطئ فيه على أبى خالد الأحمر، والأول هو الأقرب عندى.
لكن للحديث طريق آخر عن حميد الطويل عن أنس به. أخرجه الطبراني في "الدعاء" [رقم ٥٦]، قال: (حدّثنا محمود بن محمد الواسطى ثنا زكريا بين يحيى زحمويه ثنا الفضل بن موسى السينانى عن حميد الطويل عن أنس قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا استفتح الصلاة قال: سبحانك اللَّهم وبحمدك، وتبارك اسمك وتعالى جدك، ولا إله غيرك).
قلتُ: وهذا أصح إسناد في هذا الباب كله، رجاله كلهم ثقات مشاهير؛ فشيخ الطبراني وثقه الدارقطنى؛ وزكريا بن يحيى الملقب بـ (زحمويه) فثقة محدث متقن من مشيخة عبد الله بن أحمد وأبى يعلى والحسن بن سفيان، وحدث عنه أبو زرعة أيضًا، وأما الفضل السينانى فحافظ حجة أحد أئمة خرسان، ومن رجال الجماعة، لكنهم لم يذكروا في ترجمته رواية له عن حميد الطويل، غير أنه أدركه وأدرك من هو أقدم منه، وليس هو بمدلس أصلًا، فالرواية مستقيمة حتى يظهر خلاف ذلك؟ وللحديث من طريق آخر عن أنس؛ وكذا له شواهد عن جماعة من الصحابة: ولا يصح من ذلك شئ البتة، كما شرحناه في "غرس الأشجار".
إنما الثابت هو الطريق الماضى عن حميد الطويل عن أنس ... على أننى أجد في صدرى منه ما أجد؛ مما لا أجرؤ على الإفصاح عنه، ولكنى كما قال أبو محمد الفارسى:
ألم تر أنى ظاهرى وأننى ... على ما بدا حتى يقوم دليل
وكلامنا الماضى جميعًا: إنما هو متعلق بشطر الحديث الثاني فقط، أما شطره الأول: (كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا افتتح الصلاة كبر، ورفع يديه حتى يحاذى بإبهاميه أذنيه ... ) فله شواهد عن جماعة من الصحابة نحوه .... مضى منها حديث البراء بن عازب في "مسنده" [برقم ١٧٠١]، و [١٦٥٨]، وفى الباب عن مالك بن الحويرث عند مسلم [٣٩١]، وجماعة كثيرة، وهو حديث صحيح ثابت.

<<  <  ج: ص:  >  >>