قلتُ: منع من كل هذا قول أبى زرعة عن الطريق المتصل: "هذا خطأ، ... " يعنى أن ثَمَّ مَنْ أخطأ فيه ووصله، ثم قال: "إنما هو حميد عن الحسن عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو الصحيح " يعنى أن المعروف عن حميد - في هذا الحديث: هو روايته له عن أبى سعيد البصرى؟! به مرسلًا، فكأنه يشير إلى كون حماد بن سلمة هو المخطئ فيه، ولا يبعد ذلك؛ فإنه قد تغير حفظه في آخر عمره، على جلالته وإمامته في كل شئ، فلعله كان يضطرب في وصْله وإرساله، والمحفوظ عن حميد هو الإرسال كما قال ناقد عصره: عبيد الله القرشى، والتسليم لهؤلاء الأكابر في مثل تلك المضايق، هو الأولى بالمحدِّث خشْية العَطَب. واللَّه المستعان. ٣٧٩٥ - صحيح: مضى الكلام عليه [برقم ٣٧٤٥]. ٣٧٩٦ - ضعيف بهذا اللفظ: قال الهيثمى في "المجمع" [٥/ ٢٢٢]: "رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح" وأحسن منه قول صاحبه البوصيرى في "إتحاف الخيرة" [٥٥٥٢]: (هذا إسناد ضعيف، سويد بن سعيد أبو محمد الهروى ثم الأنبارى، وإن روى له مسلم في "صحيحه" وصرح بالتحديث إلا أنه اختلط بآخره؛ فضعف، قال أحمد بن حنبل: "عُمِّر وعمى؛ فوقعت المناكير في حديثه" وقال ابن معين: "سويد حلال الدم"، وقال البخارى: "منكر الحديث؛ عمى فتلقن". =