قلتُ: هكذا رواه على بن عاصم وهشام بن حسان ومعتمر بن سليمان وحماد بن سلمة وغيرهم عن حميد الطويل على الوجه الماضى عن أنس به ... ، وخالفهم جميعًا: يحيى بن أيوب المصرى - وهو فقيه صدوق - فرواه عن حميد فقال: حدثنى حميد أن بكر بن عبد الله المزنى حدثه قال: سمعت أنس بن مالك يقول: (إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان في سفر ومعه أصحابه؛ فشق عليهم الصوم، فدعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بإناء شيه ماء، فشرب وهو على راحلته، والناس ينظرون إليه)، فأدخل فيه واسطة بين حميد وأنس. هكذا أخرجه ابن خزيمة [٢٠٣٩]- واللفظ له - والطحاوى في "شرح المعانى" [٢/ ٦٦]، والطبرى في "تهذيب الآثار" [رقم ١٨٤٦]، وغيرهم، وهذا الوجه أراه هو المحفوظ إن شاء الله؛ لأن حميدًا مشهور بالتدليس عن أنس خاصة، ولم يصرح بالسماع منه في الوجه الأول؛ فجائز جدًّا أن يكون قد سمعه من بكر المزنى عن أنس؛ ثم دلس بكرًا وسوى سنده، ورواية يحيى بن أيوب قد كشفت ذلك، لكن يحيى بن أيوب قد خولف في وصله عن بكر المزنى؛ خالفه يزيد بن هارون - وهو أوثق منه وأثبت - فرواه عن حميد الطويل عن بكر المزنى بنحوه به مرسلًا، ليس فيه أنس. =