للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ولا مفطرٌ على صائم، وكان الناس جهدوا يومًا في رمضان في السفر، فدعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بإناء فشربه لينظر إليه الناس أنه مفطرٌ.


= ١ - وهو قوله: (وكان الناس جهدوا يومًا في رمضان في السفر، فدعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بإناء فشربه؛ لينظر إليه الناس أنه مفطر)، وأخرجه المؤلف أيضًا في الآتى [رقم ٣٨٠٧]، وأحمد [٣/ ١٢٦، ٢٣٢، ٢٥٠]، والحارث في "مسنده" [٣٢٩/ زوائده]، والطبرى في "تهذيب الآثار" [١٨٤٥]، والفريابى في "الصيام" [٨٥]، وغيرهم من طرق عن حميد الطويل عن أنس به نحوه ... ولفظ أحمد في الموضع الأول: (أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان في سفر في رمضان؛ فأتي بإناء فوضعه على يده؛ فلما رآه الناس أفطروا) ولفظه في الموضع الثاني: (أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سافر في رمضان؛ فركب راحلته؛ فدعا بماء على يده؛ ثم بعثها، فلما استوت قائمة شرب والناس ينظرون إليه) ولفظه في الموضع الثالث: (أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان في سفر؛ فأتى بإناء من ماء فشرب في رمضان والناس ينظرون)، ونحو هذا السياق الأخير عند الحارث في "مسنده" ولفظ الطبرى: (أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان في سفر في رمضان؛ فأتى بإناء فوضعه على يده؛ فلما رآه الناس أفطر أفطروا) ونحوه عند الفريابى في "الصيام".
قلتُ: هكذا رواه على بن عاصم وهشام بن حسان ومعتمر بن سليمان وحماد بن سلمة وغيرهم عن حميد الطويل على الوجه الماضى عن أنس به ... ،
وخالفهم جميعًا: يحيى بن أيوب المصرى - وهو فقيه صدوق - فرواه عن حميد فقال: حدثنى حميد أن بكر بن عبد الله المزنى حدثه قال: سمعت أنس بن مالك يقول: (إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان في سفر ومعه أصحابه؛ فشق عليهم الصوم، فدعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بإناء شيه ماء، فشرب وهو على راحلته، والناس ينظرون إليه)، فأدخل فيه واسطة بين حميد وأنس.
هكذا أخرجه ابن خزيمة [٢٠٣٩]- واللفظ له - والطحاوى في "شرح المعانى" [٢/ ٦٦]، والطبرى في "تهذيب الآثار" [رقم ١٨٤٦]، وغيرهم، وهذا الوجه أراه هو المحفوظ إن شاء الله؛ لأن حميدًا مشهور بالتدليس عن أنس خاصة، ولم يصرح بالسماع منه في الوجه الأول؛ فجائز جدًّا أن يكون قد سمعه من بكر المزنى عن أنس؛ ثم دلس بكرًا وسوى سنده، ورواية يحيى بن أيوب قد كشفت ذلك، لكن يحيى بن أيوب قد خولف في وصله عن بكر المزنى؛ خالفه يزيد بن هارون - وهو أوثق منه وأثبت - فرواه عن حميد الطويل عن بكر المزنى بنحوه به مرسلًا، ليس فيه أنس. =

<<  <  ج: ص:  >  >>