للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= ولا مانع من مثل هذا الجمع؛ فإن له أمثلة كثيرة في الرواة، ومنهم حماد بن سلمة بالخصوص لسعة حفظه".
قلتُ: هذا أبعد ما يكون من الجمْع؛ لأن الرواة عن حماد لهذا الحديث وصلًا وإرسالًا وغير ذلك ليسوا على وتيرة واحدة في الضبط والإتقان وطول الملازمة لحماد , وليس هم إلا ثلاثة نفر - باستثناء من رواه عن حماد عن أبان عن أنس - أولهم مؤمل بن إسماعيل، وقد عرفت حاله سابقًا، وليس هو ممن يناطح فيه متناطحان، وفى "المعجم المشتمل على أوهام المؤمل" لشيخ المحدثين بالديار المصرية محمد عمرو عبد اللطيف - بسط واف لأوهام المؤمل وأغلاطه على ثقات النقلة.
أما روح بن عبادة فهو كما قال الإمام عنه وزيادة، لكن أبا سلمة التبوذكى أثبت منه في حماد إن شاء الله - وأكثر ملازمة وطول صحبة؛ بحيث كان ابن معين يرتكن إليه في معرفة أوهام حماد على الشيوخ، ومن راجع "علل ابن أبى حاتم" وجد روح بن عبادة قد أخطأ على حماد بن سلمة في عدة أحاديث وصلها عنه، والمحفوظ فيها هو الإرسال أو الوقف، فانظر مثلًا [رقم ٣٤٠، ٢٥٣٥، ٣٣٤].
وقد خالفه التبوذكى في هذا الحديث خاصة موصولًا كما مضى، فرواه عن حماد بن سلمة عن ثابت وحميد - ومعهم صالح المعلم - عن الحسن به مرسلًا، وهذا يكفى في ترجيح رواية التبوذكى على رواية روح ومؤمل إن شاء الله؛ فكيف وقد أيد هذا الترجيح وجزم به: الترمذى في رواية مؤمل وحده، وأبو حاتم الرازى في رواية مؤمل وروح معًا؟! فقول الإمام عن رواية روح: "فلا أدرى وجه تخطئته - يعنى روحًا - بدون حجة بينة" ليس هنا موضعه، لأن التخطئة صادرة من أهل المعرفة بالعلل والاختلاف؛ ولم يخالف في هذا أحد من المتقدمين حتى يروق للمتأخر أن يتخير من أقوالهم ما وافقه اجتهاده، فضلًا عن الاعتراض عليهم فيما يحسنون، على أن أبا حاتم قد ساق حجته وبينته على تخطئة روح في وصله عن حماد، وهى رواية التبوذكى عن حماد بإسناده عن الحسن به مرسلًا، بل لو عكسنا مقالة الإمام عليه في روح؛ وجعلناها في أبى حاتم، لكنا على الجادة والصراط المستقيم، كأن نقول: (ونحن لا ندرى وجه تخطئة أبى حاتم الرازى - ومعه الترمذى - في ترجيحه الوجه المرسل عن حماد - دون حجة أو بينة). =

<<  <  ج: ص:  >  >>