للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= وكذا لسنا ننظر إلى كلامهم في روايته عن قتادة وأيوب ويحيى بن سعيد الأنصارى وغيرهم من شيوخه؛ لكون حميد الطويل ليس واحدًا منهم، وحسبنا أن نتمسك بكونه كان كثير الخطأ كما قال أحمد آنفًا ونحوه قول ابن حبان الماضى؛ ونقل المزى في "تهذيبه" [٤/ ٥٢٧ - ٥٢٨]، عن ابن أبى خيثمة أنه قال: "رأيت في كتاب على - هو ابن المدينى: قلتُ: ليحيى - هو القطان -: أيهما أحب إليك: أبو الأشهب - هو العطاردى - أو جرير بن حازم؟! قال: ما أقربهما! ولكن جرير كان أكثرهما وهمًا".
قلتُ: فكونه كان يخطئ ويغلط إذا حدث من حفظه - وكتابه مستقيم كما أشار ابن معين - ثم ينفرد عن حميد الطويل بحديث لم يتابعه عليه قط من أصحاب حميد المشاهير، وغير المشاهير، بل ولا يعرف عن حميد إلا من هذا الطريق وحده، ثم يأتى مثل الإمام أحمد - في سعة معرفته بالرجال والعلل - وينكر عليه هذا الحديث ويقول: "ليس صحيحًا .. " لا يكون الأمر إلا كما قاله أبو عبد الله الشيبانى ولا بد، لا سيما ولم يخالف الإمام أحمد في إعلاله الحديث من قبل شيوخه أو أصحابه أو أقرانه أو من قرب عهده من هؤلاء الحذاق، فليس إلا أن جريرًا وهم فيه على حميد الطويل، ويشبه أن يكون قد دخل له حديث في حديث.
أما قول الإمام أحمد: (ولا يعرف إلا من قبل عبد الله بن جعفر) أي: ولا يعرف في هذا الباب حديث ثابت إلا حديث عبد الله بن جعفر قال: (رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - يأكل القثاء بالرطب) متفق عليه، وسيأتى تخريجه عند المؤلف [برقم ٦٧٩٨].
والأمر كما قال الإمام أحمد: فلم يثبت في الباب حديث في أكله - صلى الله عليه وسلم - (البطيخ بالرطب) اللَّهم إلا حديث عائشة وحده عند أبى داود [٣٨٣٦]، والترمذى في "جامعه" [١٨٤٣]، وفى "الشمائل" [رقم ١٩٩] وابن حبان [٥٢٤٧]، وجماعة كثيرة من طرق عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة به ... وهو عند بعضهم بسياق أتم.
وهذا الحديث صححه جماعة، بل قال ابن القيم في الزاد [٣/ ١٧٥]، بعد أن ساق حديث عائشة: (وفى البطيخ عدة أحاديث، لا يصح منها شئ غير هذا الحديث الواحد).
وحديث عائشة ظاهر سنده الصحة، إلا أنه معلول، فقد اختلف في وصله وإرساله على هشام بن عروة، فرواه عنه الجماعة على الوجه الأول موصولًا، وخالفهم وكيع بن الجراح وداود الطائى وأبى أسامة - واختلف عليه - وغيرهم، فرووه عن هشام عن أبيه به مرسلًا ليس فيه =

<<  <  ج: ص:  >  >>