ولفظه عند البيهقى في الموضع الثاني: (أهدى إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - طواير ثلاث؛ فأكل طيرًا، واستخبأ خادمه طيرين، فرد عليه من الغد، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ألم أنهك أن ترفعى شيئًا لغد، إن الله يأتى برزق كل غد" وهو لفظ أبى نعيم في "الحلية" وتمام في "فوائده" ولفظ أبى سعد المالينى في "الأربعون في شيوخ الصوفية" [رقم ٩٦]، ومن طريقه الخطيب في "تاريخه": (أهدى إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - طيران، فقدم إليه أحدهما، فلما أصبح قال: عندكم غداء؟! فقدم إليه آخر، فقال: من أين ذا؟! فقال بلال: خبأته لك يا رسول الله، فقال: يا بلال: لا تخف من ذى العرش إقلالًا؛ إن الله يأتى برزق كل غد). قال الهيثمى في "المجمع" [١٠/ ٤٢٠]: (رواه أبو يعلى، ورجاله ثقات) وقال في موضع آخر [١٠/ ٥٤٦]، "رواه أحمد، وإسناده حسن". قلتُ: تابع الهيثمى ابن حبان في ذكره هلال بن سويد في "الثقات" [٥/ ٥٠٥]، لكنه غفل عن كون ابن حبان قد تراجع، وأورده في "المجروحين" [٣/ ٨٥]، وقال: "كان شيخًا مغفلًا، يروى عن أنس ما ليس من حديثه؛ لا يجوز الاحتجاج به بحال". ثم ساق له هذا الحديث من مناكيره، كذا ساقه له ابن عدى في ترجمته من "الكامل" مع حديث آخر، ثم قال: "وهذان الحديثان: أنكرا على هلال بن سويد؛ ... " ثم سماه ابن عدى بـ (أبى المعليّ بن هلال) ولم يتابع على ذلك، اللَّهم إلا ما وقع في سند المؤلف، وهو وهمٌ، =