للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

جَعَلَ فِي الْجنَّةِ وَادِيًا أَفْيَحَ، وَجَعَلَ فِيهِ كُثْبَانًا مِنَ الْمِسْكِ الأَبْيَضِ، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْجمُعَةِ يَنْزِلُ اللهُ فِيهِ، فَوُضِعَتْ فِيهِ مَنَابِرُ مِنْ ذَهَبٍ لِلأَنْبِيَاءِ، وَكَرَاسِيُّ مِنْ دُرٍّ لِلشُّهَدَاءِ، وَيَنْزِلْنَ الْحُورُ الْعِينُ مِنَ الْغُرَفِ فَحَمِدُوا اللهَ وَمَجَّدُوهُ، قَالَ: ثُمَّ يَقُولُ اللهُ: اكْسُوا عِبَادِى، فَيُكْسَوْنَ، وَيَقُولُ: أَطْعِمُوا عِبَادِى، فَيُطْعَمُونَ، وَيَقُولُ: اسْقُوا عِبَادِى، فَيُسْقَوْنَ، وَيَقُولُ: طَيَّبُوا عِبَادِى فَيُطَيَّبُونَ، ثُمَّ يَقُولُ: مَاذَا تُرِيدُونَ؟ فَيَقُولُونَ: رَبِّنَا رِضْوَانَكَ، قَالَ: يَقُولُ: رَضِيتُ عَنْكُمْ، ثُمَّ يَأْمُرُهُمْ فَيَنْطَلِقُونَ، وَتَصْعَدُ الْحورُ الْعِينُ الْغُرَفَ، وَهِىَ مِنْ زُمُرُّدَةٍ خَضْراءَ، وَمِنْ يَاقُوتَةٍ حَمْرَاءَ".


= قلتُ: بل هو إسناد منكر لو تدبر الإمام، وفيه علة خفية، فعليّ بن الحكم البنانى: لا أعرف له سماعًا من أنس بن مالك بعد التتبع، ولم أجد أحدًا من المتقدمين قد نص على أنه يروى عن أنس؛ فضلًا عن السماع منه، وإنما جاء أبو الحجاج المزى: وذكر (أنسًا) في شيوخ (عليّ بن الحكم) من ترجمته في "تهذيبه" [٢٠/ ٤١٣]، اتكالًا على مثل ما رآه عند المؤلف هنا، وليس يصح ذا؛ فإن هذا الحديث قد سمعه على بن الحكم من عثمان بن عمير أبى اليقظان عن أنس به ...
هكذا أخرجه العقيلى في "الضعفاء" [١/ ٢٩٢]، من طريقين عن عارم عن الصعق بن حزن عن عليّ بن الحكم عن عثمان عن أنس به ...
ولم يسق لفظه، إنما أشار إليه بجزء من أوله فقط، هكذا أخرجه ابن مردويه في "تفسيره" كما ذكره الزيعلى في تخريج أحاديث "الكشاف" [٤/ ١٧/ طبعة دار ابن خزيمة]، من طريق عليّ بن الحكم عن عثمان بن عمير عن أنس به ...
قلتُ: وهذا هو المحفوظ؛ والحديث حديث (عثمان بن عمير أبى اليقظان) رواه عنه جماعة؛ واشتهر به، وهو شيخ منكر الحديث كما قال أبو حاتم الرازى وغيره؛ وقد تركه الدارقطنى وقال: (زائغ لا يحتج به) وضعفه الكافة لسوء حفظه واختلاطه، بل كان يتهم بعقيدة الرجعة، اتهمه بذلك جماعة من النقاد، فإن ثبت ذلك عنه: فهو زنديق منحل.
وللحديث بطوله طرق أخرى عن أنس به نحوه .... ، ولا يثبت منها شئ البتة، بل كلها مناكير على التحقيق، وقد توسعنا في تخريجها؛ والرد على من قواها، في مكان آخر.

<<  <  ج: ص:  >  >>