للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

"النجف"- تكون جزء من الدولة اليهودية (١). وفي الرابع من أكتوبر سنة ١٩٤٦ أيَّد الرئيس ترومان في إعلان يوم كيبور ضَمَّ النجف إلى الدولة اليهودية (لاحظ أن الدولة اليهودية لم تكن قد تكونت بعد، وحين صدر قرار التقسيم في ٢٩ نوفمبر ١٩٤٧ لم يجعل هذا القرار النجف جزءًا من الدولة اليهودية) وإنشاء ثلاث عشرة مستعمرة زراعية في النجف (٢). وفي خلال أسبوعين من هذا الإعلان ضمت القوات اليهودية "النجف" إليها وبلغ من استهانة ترومان بالعرب وتملقه ليهود أمريكا أنَّه أذاع هذا الإعلان في يوم من أيام اليهود الدينية وهو يوم كيبور، ولم يكتف بوَعْده أن تكون صحراء النجف جزءًا من الدولة اليهودية، بل تجاسر في جرأة وقحة فرسم خريطة الدولة اليهودية المرتقبة لتضم تسع مناطق من مناطق فلسطين السِّت عشرة: بيسان (٧٠ % من سكانها عرب)، عَكّا (٩٦ % من سكانها عرب)، طبرية (٦٧ % من سكانها عرب)، صفد (٨٧ % من سكانها عرب)، حيفا (٥٣ % من سكانها عرب)، الناصرة (٨٤ % من سكانها عرب)، يافا (٢٩ % من سكانها عرب)، غزة (٩٨ % من سكانها عرب)، بئر سبع (٩٩ % من سكانها عرب). بالإضافة إلى ذلك من الممكن أن تضم الدولة اليهودية أيضًا منطقتين أخريين: طولكرم (٨٣ % من سكانها عرب). ورام الله (٧٨ % من سكانها عرب)، علاوة على جزء من مقاطعة هبرون (٩٦ % من سكانها عرب). ومعنى ذلك أن لا يبقى للفلسطنيين سوى ثلاث مناطق. ومعناه أيضًا أن ٧٥ % من مساحة الأراضى الفلسطينية يسيطر عليها اليهود في الوقت الَّذي كانوا لا يملكون سوى ٧ % من الأرض. وفي ١٤ مايو سنة ١٩٤٨ أرسل إلياهو إيثال ممثل الوكالة اليهودية في الولايات المتحدة بصفته ممثلًا "للدولة اليهودية" (لاحِظ هنا أيضًا أن الدولة اليهودية لم تُخْلَق رسميا بعد) رسالة إلى البيت الأبيض يطالبه فيها بالاعتراف بالدولة اليهودية، وما هي إلا ساعات، وبالضبط في الساعة الخامسة


(١) M.W.Weisgal and L.Carmichael,eds.,Chairman Weizmann: A Biography by Several Hands (London: Weidenfeld and Nicholson,١٩٦٣).pp.٣٠٣ - ٣٠٨.
(٢) Ibid.pp.٣٠١ - ٣٠٣

<<  <  ج: ص:  >  >>