للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

على السلام وستة آلاف مدربين تدريبًا عسكريًا عاليًا. ولكن هذا التقرير -كما لاحظ الأستاذ وليد الخالدى- أهمل جزء هامًا من تنظيم الهجاناه وهو شرطة المستعمرات اليهودية Jewish Settlement Polics، وقوامها ٤١٠ ,١٥ شرطيًا. وكانت القوات البريطانية تقوم بتدريبهم، وكلما تم تدريب مجموعة منهم ضمتها الهجاناه الى صفوفها، واستبدلت بهم آخرين، فتقوم القوات البريطانية بتدريب هذه المجموعة الجديدة دون أن تنتبه لما يحيكه تنظيم الهجاناه (١).

ثم يسخر الأستاذ شاكر أيضًا من غفلة ملوك العرب واحتسابهم أن الدول الأوروبية وأمريكا وصحافتهما متعاطفة جميعا مع القضية العربية وأن هناك خيرًا يرجى منها جميعًا إذا دخلوا معهم في حوار ومفاوضات، خاصة أن الصحف الإنجليزية والأمريكية ثارت لأنه "قُتِل من العرب وأنصار العرب من سائر الأمم خلق كثير" وطالبت حكومتيهما "رد العدوان الصهيوني الَّذي طَغَى طغيانًا شديدًا في جميع بلاد الأرض، وأنه ينبغي أن على الدول جميعًا أن تضحى في سبيل ذلك بكثير من المصالح المالية، وهي قيود اليهودية التي جعلت كل الأمم ترسف في أغلالها". وبطبيعة الحال لم تَثُر الصحف البريطانية ولا الأمريكية بسبب اغتيال أنصار العرب، ولعل خير مثال على ذلك هو اغتيال الكونت برنادوت count folke bernadotte ممثل الأمم المتحدة. فقد كان برنادوت يرى أن خطة التقسيم فيها إجحاف للجانب العربي واقترح إدخال بعض التعديلات، فحشدت القوى الصهيونية كل قواها الإعلامية والسياسية في أوروبا وأمريكا لشَنِّ هجوم لارحمه فيه ولا هوادة. وفي زيارة له لفلسطين موفدًا من قبل الأمم المتحدة أعد الصهيونيون لسيارته وسيارة الوفد المرافق له كمينًا (١٧ سبتمبر ١٩٤٨) وأطلقوا عليه الرصاص فأردوه قتيلًا، ويعلق صديقه الجنرال آجى لَنْدستروم الَّذي كان يرافقه في مهمته على هذا الحادث بقوله: "أنا على يقين أن الإغتيال كان متعمدًا، وخُطِّط له بعناية، فالمكان الَّذي أوقفوا فيه سيارتنا اختير بعد تدبر،


(١) Ibid,p.Lxxviii.

<<  <  ج: ص:  >  >>