للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والجنود الذين اندفعوا نحو السيارة، لم يكونوا يعرفون أي سيارة يستقلها فقط، بل كانوا أيضًا يعرفون أين كان يجلس وأي مقعد كان يحتَّل" (١).

وبطبيعة الحال لا تستطيع دول العالم "أن تضحِّي في سبيل ذلك (أي ردَّ العُدْوان الصهيوني) بكثير من المصالح المالية". فاليهودية العالمية قد سيطرت على أكثر المؤسسات المالية في الدول التي تعيش فيها وتنتمي إليها.

وكما يرى القارئ من هذا العرض الموجز -الوافي إن شاء الله- أن الأستاذ شاكر قد تنبأ سنة ١٩٤٦ بما سوف يحدث خلال السنوات التي تلت هذه السنة فكأنما "كُشِف عنه الحجاب". فتنبُّه الرجل وفطنتُه، تتبُّعه اليقظ لما يرى من أحداث واستماتته في الدفاع عن أمته جعله يعلق الأسباب بالنتائج، ويرى ما هو آت لأنه أحدَّ إليه البصر منذ بدأ ناشئًا لا يكاد يُرَى، فما زاغ البصر وما كذب الفؤاد ما رأى.

وحتى لا تخرج هذه الكلمة الواجبة عن القصد فسوف أكتفي ببيان هذا القدر من جهاد الأستاذ شاكر في سبيل قضية مصر وقضية مصر والسودان، وقضايا الأمة العربية خاصة فلسطين، وقضايا العالم الإسلامي، ولن يفوت القارئ بأيسر نظر في هذه المقالات الجهاد الَّذي خاضه الأستاذ شاكر في سبيل الحرية، والحضارة العربية والإسلامية، وفي هجومه على الحضارة الغربية، والدول الأوربية وأمريكا والأمم المتحدة، لا يملُّ ولا ييأس رغم التدهور الَّذي كان يزداد يومًا بعد يوم. كان عظيم الثقة بالأمة العربية وحضارتها، وأنها لا جرم منبعثة مرة أخرى لترث سائد الحضارات، وتسود العالم كما سادته من قبل.

ولما كانت مصر أقوى الدول العربية وأكثرها تقدُّما، وكانت هي البلد الَّذي يعيش فيه الأستاذ شاكر، فقد أرَّقه ما آل إليه أمرها من الاضمحلال والفساد وما اعتراها من الضعف والوهن، وما ترزح تحته من أعباء الاحتلال، وترسف في القيود والأغلال التي ربضت بها إلى الأرض فما تطيق حراكًا. فصلاح مصر


(١) General Aage Lundstrom,the Death of Count Folke Bernadotte.Quoted in Haven to conquest,op.cit.,pp.٧٨٩ - ٧٩٤

<<  <  ج: ص:  >  >>