إِن العربي من أمثالك هو الَّذي سيشهد تراب هذه الأرض في يوم يرونه بعيدًا ونراه قريبًا أن فضائل البشرية كلها لم تزل حية على فطرتها الأولى في هذه القلوب الزكية المطهرة، قلوب العرب، وأن العالم سيكون أسرع تقبلا للمعاني العربية في الحرية والإخاء والمساواة من تقبله لتلك المعاني الفرنسية التي تلفعت بالجشع واللؤم والغدر والخداع، وأن العربي هو وحده الَّذي يستطيع أن يحقق على هذه الأرض معنى الحرية والإخاء والمساواة لأنه حر بالفطرة لم يألف ذلًا قط، ولأنه أخ لمن آخاه لأنه لا يعرف الغدر، ولأن الناس عنده سواء لأنه لا يفتات على أحد ولا يفترى على سواه من الناس.
وأنت أيها الأمير سيف من سيوف الله، ونحن جند من جنود الله فعش بيننا سيفا مصلتًا مسلولا على أعناق البغاة والطغاة والظلمة، حتَّى يأتي اليوم الَّذي كتب الله لك أن تكون فيه ذبحًا لعدونا وعدوك ونصرًا لأمتنا وأمتك، ومخرجًا لبلادنا وبلادك من ظلمات الأسر إلى نور الحرية.