"المسلمون" وزعمت أن هذا ليس ديدن هذا الكاتب وحده، بل صار ديدنا لأكثر من يكتب الآن في شيء من تاريخ هذه الأمة المسلمة، حتى صار الطعن في صحابة رسول الله أمرًا مرتكبا بلا حذر.
وما دمت لم أزد في كلامي على هذا، فلست أدري بعدُ ما الذي يحملك على أن تخذلني أو تنصرني في أمر لم أنطق بعد فيه بكلمة! نعم! قد يكون رأيي فيما أبديت أنت فيه رأيك، مخالفا لك، ولكني لم أتكلم بعد فتعرف حجتى فيه. بل لعلى إذا كنت لك مخالفا، ثم عرضت عليك خلافي لك، أن تكون أسرع إلى موافقتى شك إلى الخلاف عليّ، حين ترى فيما أقول صوابا يرضيك. أليس هذا جائزا، وممكنا أيضًا؟ فإذا رأيتنى بلغت في سياق مقالاتى في "المسلمون" إلى ذكر دول الإسلام، فعندئذ فقل، فأنا أقبل منك ما تقول. واعلم أنى لا آنف أن أصير إلى الحق إذا عرفته. ولقد عشت على هذه الأرض زمانا طويلا، واعتقدت منذ عقلت آراء كثيرة، ثم تبين لي أن الحق في خلافها، فرجعت عنها جملة، ولم أبال بما كنت أرى. ولعلك أنت خاصة تعلم من ذلك ما لا يعلمه غيرك.
وأنا أحب أن ترجع إلى ما كتبته في مجلة "المسلمون" ولا تأخذ كلام أهل اللجاجة، فإنهم أوهموك، فيما أظن، أنى قلت شيئا، والحقيقة أنى لم أقل بعد فيما تناولته أنت شيئا، وأنا أعيذك أن تتورط، في هذا الشر الذي نجاهد جميعا في دفع الناس عنه، وهو أخذ الأقوال بلا بينة، وبلا حجة، وبلا برهان. ولك مني تحية كنت أحب أن تبلغك، على غير هذه الراحلة المكرهة على ارتكاب طريق دنسته الأقدام، والسلام.