وأنى لأستحيى أخي وهو ميِّتٌ ... كما كنتُ أستحييه وهو قريبُ
(ع) أنشد ابن أبي الطاهر هذه الأبيات لبنت على بن الربيع الحارثى ترثى أباها، والبيت إنما هو:
وأنى لأستحي أبي وهو ميتٌ ... كما كنت أستحييه وهو قريبُ
لا "أخي" كما أنشده أبو علي، وبعده:
إذا ما دعا الداعى عليًّا وجَدتُنى ... أُراعُ كما راع العَجُولَ مُهيبُ
وكم مِن سَمِىّ ليس مِثل سَمِيّه ... وإن كان يُدْعَى باسْمِه فيُجِيبُ
(ص ٣٢٤ س ١) وأنشد أبو علي قصيدة أولها:
يا عين بكّى لمسعود بن شدّادِ ... بكاءَ ذي عَبَراتٍ شَجْوُه بادِى
وقال: إنها تنسب إلى عمرو بن مالك وإلى أبي الطمَحان وإلى رفاعة بنت شداد ترثى أخاها مسعود بن شداد.
(ع) هو عمرو بن مالك بن يثربى النخعى ثم الكعبى جاهلي، وأبو الطمَحان قد تقدم ذكره ونسبه وهو مخضرم.
وقد خلّط أبو علي في هذا الشعر كل التخليط فأدخل فيه بضعة عشر بيتًا من شعر أنشده ابن الأعرابي في نوادره لجَبَلَة بن الحارث يرثى مسعودًا العدوى لم ينسب منها أحد بيتًا واحدًا إلى الشعراء الذين ذكرهم أبو علي. وأول شعر جبلة ابن الحارث:
"يا مَنْ رأى عارِضًا قد بت أرقُبه ... يَسْرِى على الحَرَّة السَّوداء والوادي"
الخمسة الأبيات على الاتصال كما أنشده أبو علي ثم الباقية تسعة مفترقة من تضاعيف الشعر قبل هذا.