للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وأما نواحى المسجد فإنهم لا يدرون ما الأمر؟ غير أنهم فقدوا صوتَ عمر وهو يقول: سبحان الله، سبحان الله، فصلى بهم عبد الرحمن صلاة خفيفة (الأثر) أخرجه البخارى (١). {

٦١}

" ولقول " ابن رزين: صلى على رضى الله عند ذاتَ يوم فرعَفَ فأخذ بيد رجل فقدمه ثم انصرف. أخرجه سعيد بن منصور (٢) {٦٢} فقد دل هذان الأثران على أنه يجوز للإمام استخلاف غيره عند طَروِّ هذر يقتضى ذلك، لإقرار الصحابة عمر وعليا عى ذلك، فكان إجماعاً، وعن أحمد قول بالتخيير (قال) ابن تيمية: وقال أحمد بن حنبل: إن استخلف الإمامُ فقد استخلف عمر وعلىّ وإن صلوا وحدانا فقد طُعن معاوية وصلى الناس وُحدانا من حيث طُعِن أتموا صلاتهم (٣) وإن لم يستخلف الإمامُ أحداً فتقدم رجل بنفسه أو قدَّم القومُ واحداً جاز اتفاقاً غير أن الحنفّيين اشترطوا أن يقوم الخليفة مطلقاً مقام الأول قبل خروجه م المسجد وإلا فسدت صلاة المأمومين (واختلف) العلماء فى حكم الاستخلاف وسببه وثمرته (فحكمه) عند الحنفيين الجواز إلا إذا ضاق الوقت فيكون


(١) ص ٣٣٤ ج ١ تيسير الوصول (ذكر الخلفاء الراشدين .. ) و (حين طعنه) وفى رواة: فعرض له أبو لؤلؤة غلام المغيرة بن شعبة فناجى عمر غير بعيد ثم طعنه ثلاث طعنات. و (العلج) بكسر فسكون الرجل الضخم الشديد. وهو فيروز أبو لؤلؤة المذكور. وسبب فعلته الشنعاء أنه شكا إلى عمر ارتفاع الخراج الذى ضربه عيه المغيرة فقال عمر: كم خراجك؟ قال: درهمان فى كل يوم فقال عمر: وما صناعتك؟ قال نحات نقاش حداد. قال: فما أرى خراجك بكثير فى جنب ما تعمل .. فقال: وسع عدلك الناس غيرى فانصرف ساخطاً. ثم قال عمر: ألم تقل لو أشاء لصنعت رحى تطحن بالريح؟ فقال لعمر: لأصنعن لك رحى يتحدث الناس بها. فقال عمر: توعدنى العبد فاصطنع له الغلام خنجراً ذا حدين وسه ثم تحين خروج عمر لصلاة الصبح وقام وراءه فلما كبر عمر طعنه الغلام فى كتفه وخاصرته فسقط رحمه الله. و (البرنس) بضم فسكون فضم، قلنسوة طويلة لثوب رأسه منه ملتزق به.
(٢) ص ٢١٥ ج ٣ - نيل الأوطار (فرعف) بفتح العين فى بأبي قتل ونفع وضمها لغة. والاسم الرعاف وهو خروج الدم من الأنف أو الدم الخارج من الأنف.
(٣) ص ٢١٥ ج ٣ - نيل الأوطار (فرعف) بفتح العين فى بأبي قتل ونفع وضمها لغة. والاسم الرعاف وهو خروج الدم من الأنف أو الدم الخارج من الأنف.