للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(وعن أبى هريرة) أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: صلاة فى مسجدى هذا أفضلُ من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجدَ الحرام. أخرجه الشيخان والنسائى (١). {٣٤٩}

(وعن جابر) أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: صلاة فى المسجد الحرام


= وعلى هذا يحمل حديث عبد الله بن عمرو عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن سليمان لما بنى بيت المقدس سال الله عز وجل خلالا ثلاثة (الحديث) أخرجه النسائى بسند صحيح ص ١١٢ ج ١ مجتبى. (فضل المسجد الأقصى والصلاة فيه) قال بدر الدين محمد بن عبد الله الزوكشى: إن سليمان عليه السلام إنما كان له من المسجد الأقصى تجديده لا تأسيسه. والذى أسسه يعقوب بن إسحاق صلى الله عليهما وسلم بعد بناء إبراهيم الكعبة بهذا القدر يعنى أربعين عاماً (ص ٤ إعلام الساجد بأحكام المساجد رقم ١٥٨٢ فقه عام بالمكتبة الأزهرية) ومنه يعلم (أولا) أن المسجد الأقصى كان قائماً حين نزلت آية الإسراء. ويؤيده حديث أنس بن مالك أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: أتيت بالبراق فركبته حتى أتيت بيت المقدس فربطته بالحلقة التى يربط بها الأنبياء ثم دخلت المسجد فصليت فيه ركعتين (الحديث) أخرجه أحمد ومسلم (انظر هامش ص ١٤٧ ج ٥ الدين الخالص) ولا حاجة إلى التأويل وصرف لفظ القرآن والحديث إلى ما يخالف الحقيقة. وما كان من عمر رضى الله عنه - حين فتح القدس سنة ١٦ ست عشرة هجرية صلحاً - إلا تجديد المسجد لا تأسيسه " ومن زعم " أن المسجد الأقصى لم يكن قائماً حين نزلت آية الإسراء " فزعمه " باطل يرده الواقع والكتاب والسنة (ثانياً) دلت الأحاديث السابقة على أن المسجد الأقصى هو بيت المقدس الذى طلب مطعم بن عدى من النبى صلى الله عليه وسلم أن يصفه لهم. فقال صلى الله عليه وسلم: دخلته ليلا وخرجت منه ليلا. فأتاه جبريل عليه السلام فصوره فى جناحه فجعل يقول باب منه كذا فى موضع كذا وباب منه كذا فى موضع كذا. ويؤيده حديث ميمونة مولاة النبى صلى الله عليه وسلم أنها قالت: يا رسول الله أفتنا فى بيت المقدس. فقال صلى الله عليه وسلم: ائتوه فصلوا فيه فإن لم تأتوه وتصلوا فيه فابعثوا بزيت يسرج فى قناديله. أخرجه أبو داود وابن ماجه (ص ٦٤ ج ٤ المنهل العذب المورود - السرج فى المساجد). (قال) ابن كثير فى تفسيره (من المسجد الحرام) وهو مسجد مكة (إلى المسجد الأقصى) وهو بيت المقدس الذى بإيلياء معدن الأنبياء من لدن إبراهيم الخليل عليه السلام. وعلى هذا اتفق العلماء ومنه يتبين أن بيت المقدس هو المسجد الأقصى وليس هو المدينة المقدسة التى تسمى القدس. ومن زعم غير ذلك فزعمه باطل مردود بما ذكر. وسمى المسجد الأقصى لبعده عن مكة بالنسبة لمسجد المدينة. وخصت المساجد الثلاثة بهذا الفضل، لأن الأول إليه الحج وبه القبلة، والثانى أسس على التقوى (روى) أبى بن كعب أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: المسجد الذى أسس على التقوى مسجدى هذا. أخرجه أحمد من عدة طرق (انظر ص ٢٤٢ ج ٤ تفسير ابن كثير) والثالث قبلة الأمم الماضية وكان قبلة المسلمين سبعة عشر شهراً فى أول الهجرة.
(١) ص ٤٤ ج ٣ فتح البارى (فضل الصلاة فى مسجد مكة والمدينة) وص ١٦٣ ج ٩ نووى مسلم. و (صلاة) أى ولو نفلا (فى مسجدى هذا) يؤخذ من الإشارة أن الزيادة التى حدثت فى مسجد المدينة بعد النبى صلى الله عليه وسلم ليس لها هذا الفضل، بل هى كغيرها من المساجد، بخلاف الزيادة التى حصلت فى المسجد الحرام فلها هذا الفضل لعدم التقييد فيه بالإشارة.