قال ابن غسحاق: ثم خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس مرة أخرى فقال:
إن الحمد لله، أحمده وأستعينه، نعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادى له، واشهد أن لا غله إلا الله ولا شريك له، إن أحسن الحديث كتاب الله تعالى، قد افلح من زينه الله فى قلبه، وأدخله فى الإسلام بعد الكفر، واختاره على وأحبوا الله من أحاديث الناس. إنه أحسن الحديث وابلغه. حبوا منأحب الله وأحبوا الله من كل قلوبكم، ولا تملوا كلام الله وذكره، ولا تقس عنه قلوبكم، اعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً، واتقوه حق تقاته، واصدقوا الله صالح ما تقولون بأفواهكم، وتحابوا بروح الله بينكم، إن الله يغضب أن ينكث عهده، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ذكرها ابن هشام وأبو بكر الباقلانى وابن كثير وقال: وهذه الطريق أيضاً مرسلة إلا أنها مقوية لما قبلها (١). [٢١١].
(٤) خطبة له صلى الله عليه وسلم فى التوبة والعمل
(قال) جابر بن عبد الله: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب على منبرة يقول:
يايها الناس: توبوا على ربكم قبل أن تموتوا، وبادروا بالأعمال الصالحة قبل أن تشغلوا، ولوا الذى بينكم وبين ربكم بكثرة ذكركم له، وكثرة
(١) ص ١٥ ج ٢ هامش الروض الأنف. وص ٢١٤ ج ٣ البداية والنهاية. وص ٦٢ إعجاز القرآن. و (أحبوا الله .. إلخ) المراد أن يستغرق حب الله جميع أجزاء القلب فكون ذكره وعمله خارجاً من قلبه خالصاً لله. وإضافة الحب إلىالله تعالى من عبده مجاز حسن، لأن حقيقة المحبة إرادة يقارنها تعلق بالمحبوب طبعاً أو شرعاً.