للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الباطل، ومن لم يستقم به الهدى يجر به الضلال إلى الردي. ألا وإنكم قد أمرتم بالظعن ودللتم على الزاد. ألا وإن أخوف ما أخاف عليكم اتباع الهوى وطول الأمل. تزودوا في الدنيا من الدنيا ما تحرزون به أنفسكم غداً.

ذكره في النهج والباقلاني والعاملي (١). (٧٥)

(٣٥) خطبة لسيدنا علي في التقوى

وخطب أيضاً فقال بعد حمد الله:

أيها الناس اتقوا الله فما خلق امرؤ عبثاً فيلهو، ولا أهمل سدي فيلغو، ما دنياه التي تحسنت إليه بخلف من الآخرة التي قبحها سوء النظر إليها، وما الخسيس الذي ظفر به من الدنيا بأعلى همته كالآخر الذي ظفر به من الآخرة من سهمته. ذكره الباقلاني (٢). (٧٦)

(٣٦) خطبة جامعة لعلي رضي الله عنه

وخطب فقال: الحمد لله فاطر الخلق، وفالق الإصباح، وناشر الموتى، وباعث من في القبور، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، وأوصيكم بتقوى الله، فإن أفضل ما توسل به العبد الإيمان والجهاد في سبيله، وكلمته الإخلاص، فإنها الفطرة، وإقام الصلاة، فإنها الملة، وإيتاء الزكاة، فإنها من فريضته، وصوم شهر رمضان، فإنه جنة من عذابه، وحج البيت، فإنه منفاة للفقر، مدحضة للذنب، وصلة الرحمن فإنها مثراة في المال، منسأة في الأجل، محبة في الأهل، وصدقة السر، فإنها تكفر الخطيئة وتطفيء غضب الرب، وصنع المعروف، فإنه يدفع ميتة السوء وبقي مصارع الهول. أفيضوا في ذكر الله، فإنه أحسن الذكر. وارغبوا فيما وعد المتقون، فإن وعد الله أصدق الوعد. واقتدوا بهدي نبيكم صلى الله عليه وسلم. فإنه أفضل الهدي، واستنوا بسنته فإنها أفضل السنن.


(١) ص ٦٦ ج ١ نهج البلاغة. وص ٦٩ إعجاز القرآن. وص ٢٥٧ كشكول.
(٢) انظر ص ٦٩ إعجاز القرآن. و (السهمة) بضم فسكون: النصيب.