(أ) قول ابن عباس: ما اتعظت بعد رسول الله صلى عليه وسلم بمثل كتاب كتبه إلى على رضى الله عنه (أما بعد) فإن الإنسان يسره درك ما لم يكن ليفوته , ويسوءه فوت ما لم يكن ليدركه , فلا تكن بما نلته من دنياك فرحاً , ولا بما فاتك منها ترحا , ولا تكن ممن يرجو الآخرة بغير عمل , ويرجو التوبة بدون الأمل: عباد الله, الحذر الحذر. فو الله لقد ستر حتى كأنه قد غفر , وأمهل حتى كأنه قد أهمل والله المستعان على ألسنة تصف، وقلوب تعرف، وأعمال تخالف. ذكره في الكشكول (٦) ص ٢٤٨ ج ٣. (ب) وما رواه محمد بن إسحاق عن النعمان بن سعد قال: كنت بالكوفة في دار على بن أبى طالب إذ دخل علينا نوف بن عبد الله فقال: يا أمير المؤمنين بالباب أربعون رجلا من اليهود. فقال على: على بهم؛ فلما وقفوا بين يديه قالوا له: يا على صف لنا ربك. فاستوى على جالسا وقال: معشر اليهود اسمعوا منى ولا تبالوا ألا تسألوا أحداً غيري, بل خلق ما خلق فأقام خلقه، وصور فأحسن صورته، توحد في علوه، فليس لشيء منه امتناع، ولا له بطاعة شئ من خلقه انتفاع: إجابته للداعين سريعة، والملائكة في السموات والأرضين له مطيعة. علمه بالأموات =