للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= صلاتى ونسكى ومحياى ومماتى لله رب العالمين، لا شريك له، وبذلك أمرت وأنا من المسلمين. أوصيك يا حسن وجميع ولدى وأهلى ومن بلغه كتابى بتقوى الله ربكم.
ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون. واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا فإنى سمعت أبا القاسم صلى الله عليه وسلم يقول: إن صلاح ذات البين أفضل من عامة الصلاة والصيام.
انظروا إلى ذوى أرحامكم فصلوهم. يهون الله عليكم الحساب. الله الله فى الأيتام، فلا تعنوا أفواههم (أى لا تذلوهم فلا يتمكنون من الشكاية) ولا يضيعن بحضرتكم. واله الله فى جيرانكم، فإنهم وصية نبيكم ما زال يوصى بهم حتى ظننا أنه سيورثهم. والله الله فى القرآن، فلا يسبقنكم إلى العمل به غيركم. والله الله فى الصلاة فإنها عمود دينكم. والله الله فى بيت ربكم. فلا يخلون منكم ما بقيتم. فإنه إن ترك لم يناظر. والله الله فى شهر رمضان.، فإن صيامه جنة من النار. والله الله فى الجهاد فى سبيل الله بأموالكم وأنفسكم. والله الله فى الزكاة؛ فإنها تطفئ غضب الرب. والله الله فى ذمة نبيكم (يعنى أهل الذمة) فلا يظلمن بين ظهرانيكم. والله الله فى أصحاب نبيكم. فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم أوصى بهم. والله الله فى الفقراء والمساكين فأشركوهم فى معايشكم. والله الله فيما ملكت ايمانكم، فإن آخر ما تكلم به رسول الله صلى الله عليه وسلم أن قال: "أوصيكم بالضعيفين: نسائكم وما ملكت ايمانكم الصلاة الصلاة " لا تخافن فى الله لومة لائم يكفكم من أرادكم وبغى عليكم، وقولوا للناس حسناً كما أمركم الله. ولا تتركوا الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، فيولى الأمر شراراكم ثم تدعون فلا يستجاب لكم. وعليكم بالتواصل والتبادل، وإياكم والتدابر والتقاطع والتفرق. وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب.
حفظكم الله فى أهل البيت، وحفظ عليكم نبيكم. أستودعكم الله، واقرأ عليكم السلام ورحمة الله (١٠).
ثم لم ينطق إلا بلا إله إلا الله حتى قبض فى رمضان سنة أربعين.
ذكره ابن كثير، ص ٣٢٧ ج ٧ البداية. والطبرى، ص ٨٥ ج ٦.