للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(٣٩) آخر خطبة لسيدنا الحسين رضى الله عنه

خطب رضى الله عنه فى اليوم الذى استشهد فيه (١) فحمد الله وأثنى عليه ثم قال:

يا عباد الله: اتقوا الله وكونوا من الدنيا على حذر، فإن الدنيا لو بقيت على أحد أو بقى عليها أحد، لكانت الأنبياء أحق بالبقاء، وأولى بالرضاء، وأرضى بالقضاء، غير أن الله تعالى خلق الدنيا للفناء، فجديدها بال، ونعيمها مضمحل، وسرورها مكفهر، والنزلة تلعة، والدار قلعة (٢) {وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى}، {وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} (٣). (٨٠).

(٤٠) خطبة جامعة لسيدنا عبد الله بن مسعود رضى الله عنه

قال بعد حمد اله والثناء عليه:

إن أصدق الحديث كتاب الله، وأوثق العرى كلمة التقوى، وخير الملل ملة إبراهيم صلى الله عليه سلم، واحسن السنن سنة محمد صلى الله عليه وسلم، وخير الهدى هدى الأنبياء، واشرف الحديث ذكر الله، وخير القصص القرآن، وخير الأمور أوساطها، وشر الأمور محدثاتها، وما قل وكفى خير مما كثر والهى، وشر الندامة ندامة القيامة، وشر الضلالة الضلالة


(١) انظر ص ٣٠٧ ج ٧ البداية (خطبة لعلى في أهل العراق) و (العازب): البعد، أي من لم ينتفع بالحاضر لا يستفيد من الغائب.
(٢) أى مات فيه شهيداً بكربلاء من أرض العراق وهو يوم الجمعة عاشر المحرم سنة ٦١ إحدى وستين، وهو ابن خمس وخمسين سنة. انظر ترجمته وقصة قتله وما حدث لقتله وانتقام الله تعالى ممن قتله وأين راسه رضى الله عنه من ص ٣٠٩ - ٣١٢ ج ٩ المنهل العذب (حق السائل).
(٣) (مكفهر) كمطمئن: يعنى متغيراً غير خالص .. و (تلعة) بفتح فسكون: أى مرتفع أو منخفض حسب عمل الإنسان فهو من الأضداد. و (القلعة) بضم فسكون: العارية. وفى الحديث: بئس المال القلعة.