للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(٤٤) خطبة لعبد الملك بن مروان فى الرغبة والرهبة

خطب سنة ٨٦ هـ فقال بعد أن حمد الله واثنى عليه:

أيها الناس: اعملوا الله رغبة ورهبة؛ فإنكم نبات نعمته، وحصيد نقمته، ولا تغرس لكم الآمال إلا ما تجتنيه الآجال. وأقلوا الرغبة فيما يورث العطب، فكل ما تزرعه العاجلة تقلعه الآجلة. واحذروا الجديدين فهما يكران عليكم، وعلى أثر من سلف يمضى من خلف، فتزودوا فإن خير الزاد التقوى. (٨٥).

(٤٥) خطبة لعمر بن عبد العزيز فى النصيحة والتوبة

خطب يوماً فقال بعد حمد الله والثناء عليه:

أيها الناس: إنما الدنيا أمل مخترم، وأجل منتقض، وبلاغ إلى دار غيرها، وسير إلى الموت ليس فيه تعريج، فرحم الله امرأً فكر فى أمره، ونصح لنفسه، وراقب ربه، واستقال ذنبه، ونور قلبه.

أيها الناس: قد علمتم أن أباكم قد خرج من الجنة بذنب واحد (١) وإن ربكم وعد على التوبة، فليكن أحدكم من ذنبه على وجل، ومن ربه على أمل. (٨١).

(٤٦) خطبة له فى الاتباع

خطب يوماً فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال:

(أما بعد) أيها الناس: إنه ليس بعد نبيكم صلى الله عليه وسلم نبى، وليس بعد الكتاب الذى أُنزل عليه كتاب، فما أحل الله على لسان نبيه فهو


(١) هو أكله من الشجرة بعد النهى عنه، وقد تقدم أنه أكل منها متأولا فتسميته ذنباً باعتبار منزلته، فهو من باب حسنات الأبرار سيئات المقربين.