للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حلال إلى يوم القيامة، وما حرم الله على لسان نبيه فهو حرام إلى يوم القيامة.

ألا إنى لست بقاض ولكنى منفذ لله، ولست بمبتدع ولكنى متبع. ألا إنه ليس لأحد أن يطاع فى معصية الله عز وجل. ألا إنى لست بخيركم، وإنما أنا رجل منكم، غير أن الله جعلنى اثقلكم حملا.

أيها الناس: إن أفضل العبادة أداء الفرائض، واجتناب المحارم، أقول قولى هذا وأستغفر الله لى ولكم. (٨٧).

(٤٧) آخر خطبة لعمر بن عبد العزيز

آخر خطبة خطبها أن حمد الله وأثنى عليه ثم قال:

أيها الناس: إنكم لم تخلقوا عبثاً ولم تخلقوا سدى، وإن لكم معاداً يحكم الله بينكم فيه. فخاب وخسر من خرج من رحمة الله التى وسعت كل شئ، وحرم جنة عرضها السموات والأرض. واعلموا أن الأمان غداً لمن خاف اليوم، وباع قليلا بكثير وفانياً بباق، ألا ترون أنكم من أصلاب الهالكين، وسيخلفها من بعدكم الباقون حتى يرد إلى خير الوارثين، ثم إنكم فى كل يوم تشيعون غادياً ورائحاً إلى الله قد قضى نحبه وبلغ أجله، ثم تغيبونه فى صدع (١) من الأرض، ثم تدعونه غير موسد ولا ممهد، قد خلع الأسباب، وفارق الأحباب وواجه الحساب، غنياً عما ترك، فقيراً إلى ما قدم، وايم الله إنى لأقول لكم هذه المقالة وما أعلم عند أحد منكم أكثر مما عندى، فاستغفر الله لى ولكم، وما تبلغنا حاجة يتسع لها ما عندنا إلا سددناها، ولا أحد منكم إلا وردت أنيده مع يدى ولحمتى (٢) الذين يلوننى حتى يستوى عيشنا وعيشكم، وايم الله إنى لو أردت غير هذا من عيش او غضارة (٣) لكان


(١) الصدع بفتح فسكون: الشق.
(٢) اللحمة بضم فسكون: القرابة.
(٣) الغضارة بفتح الغين: النعمة والسعة.