للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

"وحديث" القاسم بن محمد أن عائشة رضي الله عنها قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي من الليل ثلاث عشرة ركعة. منها الوتر وركعتا الفجر. أخرجه البخاري (١) {٢١٦}

(قال) ابن القيم: كان قيامه صلى الله عليه وسلم بالليل إحدى عشرةَ ركعة أو ثلاث عشرة. وقد حصل الاتفاق على إحدى عشرة ركعةً. واختلف في الركعتين الأخيرتين، هل هما ركعتا الفجر أو هما غيرهما؟ فإذا انضاف ذلك إلى عدد ركعاتِ الفرض والسنن الراتبة التي كان يحافظ عليها، جاء مجموعُ ورده الراتب بالليل والنهار أربعين ركعة، كان يحافظ عليها دائماً، سبعة عشر فرضاً، وعشر ركعاتٍ أو ثنتا عشرة سننه الراتبة (٢) وإحدى عشرةَ أو ثلاث عشرةَ ركعة قيامه بالليل. والمجموع أربعون ركعة، وما زادَ على ذلك فعارض غير راتب كصلاةِ الفتح ثماني ركعاتٍ وصلاةُ الضحى إذا قدِم من سفرٍ (٣)، وصلاته عند مَنْ يزوره وتحية المسجد ونحو ذلك (فينبغي) للعبدِ أن يواظب على هذا الورد دائماً إلى الممات. فما أسرع الإجابة وأعجل فتح الباب لمن يقرعه كلَّ يوم أربعين مرة. والله المستعان (٤).


(١) ص ١٤ ج ٣ فتح الباري (كم كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي بالليل؟ )
(٢) الراتبة يعني المؤكدة كما تقدم في بحث "الرواتب المؤكدة" ص ٢٩٤ ج ٢ دين طبعة ثانية.
(٣) (ظاهر) كلام ابن القيم أن صلاة الفتح غير صلاة الضحى (قال) القاضي عياض وغيره: لعلها كانت صلاة شكر لله تعالى على فتح مكة. (ويرده) قول عبد الرحمن بن أبي ليلى: ما حدثنا أحد أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم يصلي الضحى غير أم هانيء فإنها قالت: دخل على النبي صلى الله عليه وسلم بيتي يوم الفتح فاغتسل وصلى ثماني ركعات (لحديث) أخرجه مالك والخمسة [٢١٧] ص ٢١٢ ج ٢ تيسير الوصول (صلاة الضحى).
(٤) ص ٨٤ و ٨٥ ج ١ زاد المعاد (هديه صلى الله عليه وسلم في قيام الليل).