للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(وعن) أبى الدرداء أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: كل شيء يتكلم به ابن آدم مكتوب عليه، فإذا اخطأ خطيئة أو أذنب ذنباً فأحب أن يتوب إلى الله، فليمد يديه إلى الله عز وجل ثم يقولك اللهم إني أتوب إليك منها لا أرجع إليها أبداً، فإنه يغفر له ما لم يرجع في عمله ذلك. أخرجه الطبراني في الكبير والحاكم وقال: صحيح على شرطهما (١) {٣٥٥}

هذا. وينبغي الجمع بين الاستغفار والتوبة والعزم على عدم العود. هذا بعض ما ثبت في صلاة التوبة. وقد قيل فيها ما لم يثبت (٢)


= إني أذنبت ذنباً آخر فاغفره لي. قال ربه: اعلم عبدي أن له رباً يغفر الذنب ويأخذ به، غفرت لعبدي. ثم مكث ما شاء الله. ثم أصاب ذنباً آخر (وربما قال: ثم أذنب ذنباً آخر) فقال: يارب إني أذنبت ذنباً فاغفر لي. فقال ربه: اعلم عبدي أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به. فقال ربه: غفرت لعبادي ثلاثاً فليعمل ما شاء. أخرجه الشيخان [٣٥٣] ص ٣٦٢ ج ١٣ فتح الباري (قول الله تعالى: يريدون أن يبدلوا كلام الله) وص ٧٥ ج ١٧ نووي مسلم (قبول التوبة من الذنوب وان تكررت) قوله: (فليعمل ما شاء) معناه- والله اعلم- انه ما دام كلما أذنب ذنباً استغفر وتاب منه ولم يعد إليه بدليل قوله: ثم أصاب ذنباً آخر، فليفعل- إذا كان هذا دأبه- ما شاء. لأنه كلما أذنب كانت توبته واستغفاره كفارة لذنبه فلا يضره، لا انه يذنب الذنب فيستغفر منه بلسانه من غير إقلاع ثم يعاوده فان هذه توبة الكذابين. قاله المنذري، ص ٧٤ ج ٤ الترغيب والترهيب (التوبة والزهد).
(ثانياً) ذم المذنبين المصرين على المعاصي: (روى) عبد الله بن عمرو أن النبي صلى الله عليه وسلم قال وهو على المنبر: ارحموا ترحموا، واغفروا يغفر لكم، ويل للمصرين الذين يصرون على ما فعلوا وهم يعلمون. أخرجه احمد والبخاري في الادب والبيهقي والطبراني بسند جيد [٣٥٤] رقم ٩٤٢ ص ٤٧٤ ج ١ فيض القدير.
"وفي رواية": ويل لأقماع الآذان. والأقماع جمع قمع كضلع بكسر ففتح أو سكون، وهو الإناء الذي يترك في رؤوس الظروف لتملأ بالمائعات، شبه أسماع الذين يستمعون القول ولا يعونه ويحفظونه ولا يعملون به بالأقماع التي لا تعي شيئاً مما يفرغ فيها، يمر عليها كما يمر الشراب في القمع.
(١) رقم ٦٣٢٥ ص ٢٥ ج ٥ فيض القدير شرح الجامع الصغير.
(٢) من ذلك ما قيل عن زيد بن وهب عن أبى ذر قال: يا رسول الله كيف للمذنب أن يتوب من الذنب؟ قال: يغتسل ليلة الاثنين بعد الوتر ويصلي اثنتى عشرة ركعة يقرأ في كل ركعة بفاتحة الكتاب، وقل يأيها الكافرون، وعشر مرات "قل هو الله أحد". ثم يقوم ويصلي أربع ركعات ويسلم ويسجد ويقرأ في سجوده آية الكرسي مرة. ثم يرفع رأسه ويستغفر مائة مرة =