(الأول) التقرب إلى الله تعالى بالأعمال الصالحة. وهذا جائز مشروع اتفاقاً، بل منه الواجب الذب لا يكمل الإيمان إلا به. قال تعالى: "يأيها الذين آمنوا اتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة" المائدة، آية ٣٥. وقال: "أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب" الإسراء، آية ٥٧. اتفق المفسرون على أن الوسيلة في الآيتين هي التقرب إلى الله بالأعمال الصالحة كالصلاة والزكاة والصيام والحج وسائر العبادات. وقد ورد في ذلك آيات وأحاديث. قال تعالى: "ولله الأسماء الحسنة فادعوه بها" الأعراف، آية ١٨٠. وقال في وصف عباده المتقين: "الذين يقولون ربنا إننا آمنا فاغفر لنا ذنوبنا وقنا عذاب النار" آل عمران، آية ١٦. وقال في وصف أولى الألباب السليمة: "ربنا إننا سمعنا مناديا (هو الرسول صلى الله عليه وسلم) ينادي للإيمان أن آمنوا بربكم فآمنا، ربنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الأبرار (١٩٣) ربنا وآتتا ما وعدتنا على رسلك ولا تخزنا يوم القيامة، إنك لا تخلف الميعاد (١٩٤) فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى (١٩٥) آل عمران. (وعن) عبد الله بن بريدة عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم سمع رجلاً (هو أبو موسى الأشعري كما في رواية لأحمد) يقول: اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت الأحد الصمد، الذي لم يلد، ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد. فقال: لقد سأل الله باسمه الأعظم، الذي إذا سئل به أعطى، وإذا دعي به أجاب. أخرجه احمد وأبو داود والترمذي [٣٧٦] =