للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الأول وهى

(أ) فى آخر الأعراف عقب قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ عِندَ رَبِّكَ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ} (١) {٢٠٦}

(ب) وفى الرعد عقب قوله تعالى: {وَلِلّهِ يَسْجُدُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وَظِلالُهُم بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ} (٢) {١٥}

(ج) وفى النحل عند الحنفيين عقب قوله تعالى: {وَلِلّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مِن دَآبَّةٍ وَالْمَلآئِكَةُ وَهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ} (٣) {٤٩}

(وقال) غيرهم: السجود يكون عقب قوله تعالى {يَخَافُونَ رَبَّهُم مِّن فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} (٤) {٥٠}


(١) (إن الذين عند ربك) يعنى الملائكة، والعندية عنديه مكانة لا مكان، أو المراد عند عرش ربك (لا يستكبرون عن عبادته) أى لا يتكبرون عن طاعته (ويسبحونه) أى يعتقدون تنزيهه عما لا يليق به (وله يسجدون) أى يخصونه بالخضوع والتذلل له. فكونوا مثلهم، وخص السجود لأن أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد.
(٢) الغدو، أول النهار، والآصال جمع أصل بضمتين وهو جمع أصيل، وهو من بعد العصر إلى الغروب، والمراد جميع الأوقات إن أريد بالسجود الخضوع والانقياد وأوقات الصلاة إن أريد حقيقته، والظلال جمع ظل، وهو يسجد حقيقة أو يخضع تبعا لصاحبه، وسجودها كلها طوعا، لخلوها عن النفس التى تحمل الإنسان على عدم الرضا، وكذلك سجود الملائكة وغير العاقل والإنس والجن المؤمنين العارفين بربهم المسلمين لأحكامه، وأما المنافق والجاهل بربه، فسجوده وخضوعه كرها بمعنى أن المقادير تجرى عليه رغم انفه.
(٣) المعنى لله - دون غيره - يخضع كل مخلوق فى السموات والأرض طوعا وكرها على ما تقدم، ولا يستكبرون عن عبادته ولا يتركونها، وخص الملائكة بالذكر تشريفا وتظيما لهم.
(٤) أى أن كل ما ذكر يخافون الله حال كونه مستعليا عليهم وقاهراً لهم، فالمراد بالفوقية الاستعلاء والقهر، لا الجهة لأنها مستحيلة على الله تعالى.