للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(د) وفى سورة الفرقان عقب قوله تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمَنِ قَالُوا وَمَا الرَّحْمَنُ أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا وَزَادَهُمْ نُفُوراً} (١) {٦٠}

(هـ) وفى سورة النمل عند الحنفيين عقب قوله تعالى: {وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ (٢) {٢٤} أَلاَّ يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ} (٣) {٢٥}


(١) المعنى إذا قال النبى صلى الله عليه وسلم لكفار مكه وعبدة الأصنام، اعبدوا الرحمن الذى أوجدكم من العدم ورباكم على موائد الكرم، قالوا: لا نعرف الرحمن. وكانوا ينكرون أن يسمى الله باسم الرحمن (أنسجد لما تأمرنا) استفهام إنكارى، أى لا نسجد للرحمن الذى تأمرنا بعبادته لمجرد قولك يا محمد (وزادهم) هذا القول (نفورا) عن الإيمان، فأما المؤمنون فإنهم يعبدون الله الرحمن الرحيم ويسجدون له دون سواه.
(٢) هو من كلام الهدهد يصف عباد الشمس فقال: (وزين لهم الشيطان) حسن (أعمالهم) القبيحة (فصدهم عن السبيل) سبيل التوحيد والهداية الذى جاء به الأنبياء والرسل (فهم لا يهتدون) إلى الحق.
(٣) (ألا يسجدوا) بتشديد ألا، معمول لزين، أى فزين لهم الشيطان أعمالهم لئلا يسجدوا، وقيل منصوب بصد، أى فصدهم عن السبيل لئلا يسجدوا، فحذف الجار وأدغمت النون فى اللام، وقيل إن (لا) زائدة، والمعنى فهم لا يهتدون إلى أن يسجدوا.