للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(وقال) غيرهم بسجد عقب قوله تعالى: {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ} (١) {٢٦}

(و) وفى سورة السجدة عقب قوله تعالى: {إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّداً وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ} (٢) {١٥}


(١) (الله لا اله إلا هو رب العرش العظيم) أى هو المستحق للعبادة دون غيره (ولما) كان الهدهد داعيا إلى الخير وعبادة الله تعالى وحده والسجود له دون غيره، نهى عن قتله (فعن) ابن عباس رضى الله عنهما أن النبى صلى الله عليه وسلم وعلى آله وسلم نهى عن قتل أربع من الدواب: النملة والنحلة والهدهد والصرد، أخرجه أحمد وابو داود وابن ماجه بسند صحيح] ٣٧ [انظر ص ٢٩٤ ج ٨ نبل الأوطار (باب ما استفيد تحريم قتله).
(والمراد) النمل الكبير ذو الرجل الطوال، لأنه قليل الأذى، أما النمل الصغير فقتله جائز، وكره مالك قتل النمل مطلقا إلا أن يضر ولا يقدر على دفعه إلا بالقتل.
والصرد كعمر، طائر ضخم الرأس والمنقار له ريش عظيم نصفه أبيض ونصفه أسود، ونهى عن قتله لحومه أكله وكذا الهدهد، لأنه منتن الريح فصار فى معنى الجلالة، وتمامه فى النهاية.
(٢) نزلت هذه الآية تسلية للنبى صلى الله عليه وسلم لحزنه على بقاء من كفر على كفره ن فكأن الله يقول له: لا تحزن عليهم فإن أهل الإيمان جبلوا على الاتعاظ بالقرآن، والكفار جبلوا على عدم الاتعاظ به (فريق فى الجنة وفريق فى السعير) فهى مستأنفه لبيان من يستحق الهداية إلى الإيمان ومن لا يستحقها. والمعنى: إنما لا غيرهم ممن لا يوعظ بها ولا يتذكر ولا يؤمن بها، ومعنى (خروا سجدا) (سقطوا) على وجوهمم ساجدين تعظيما لايات الله وخوفا من عقابه، أو المعنى اتعظوا بالآيات = واستمعوا لها واعملوا بمقتضاها، وخص السجود بالذكر، لانه غاية الذل والخضوع وهو لا يكون إلا لله ٠ وسبحوا بحمد ربهم) أى اعتقدوا أنه سبحانه وتعالى منزه عن كل ما يليف بجلاله وكماله، متلبسين بحمده على ما أولاهم من النعم التى أجلها وأكملها الهداية إلى الإيمان، والمعنى أنهم جمعوا فى سجودهم بين التنزيه والحمد بقولهم: سبحان الله والحمد لله أو سبحان وبحمده، أو سبحان ربى الأعلى وبحمده، أو المعنى صلوا حامدين لربهم (وهم لا يستكبرون) أىلا يتكبرون عن طاعة الله تعالى والانقياد لأوامره ولا يأنفون من العمل بها كما يفعله جهلة الكفرة الفجرة قال تعالى: إن الذين يستكبرون عن عبادتى سيدخلون جهنم داخرين (وقال) ابن عباس: نزلت هذه الآية فى شأن الصلوات الخمس (إنما يؤمن بآياتنا الذين إذا ذكروا بها خروا سجدا) أى أتوها (وسبحوا) أى صلوا بامر ربهم (وهم لا يستكبرون) عن إتيان الصلاة فى الجماعات أخرجه البيهقى فى الشعب (٨) انظر ص ٢٤٦ ج ٤ فتح القدير للشوكانى (تفسير سورة السجدة).