للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(وخمسة) فى الربع الرابع من القرآن وهى:

(١) فى سورة ص عند الجمهور عقب قوله تعالى: {وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعاً وَأَنَابَ} (١) {٢٤}


(١) نزلت هذه الاية فى قصة سيدنا داود عليه الصلاة والسلام مع الخصمين (وحاصلها) أن جماعة من بنى إسرائيل ارادوا قتل سيدنا داود عليه السلام، وكان له يوم يخلو فيه بنفسه ويشتغل بطاعة ربه، فانتهزوا الفرصة فى ضلك وتسوروا المحراب أى تصعدوا محل عبادته من السور، فلما رآهما دخلا عليه لا من الطريق المعتاد، علم أنهم ارادوا به الشر (ففزع منهم، قالوا لا تخف خصمان) أى نحن خصمان (بغى بعضنا على بعض) أى بغى أحدنا على الآخر، ثم قرروا مقصدوهم بثلاث عبارات متلازمة، الأولى (فاحكم بيننا بالحق) أى بالعدل ن والثانية (ولا تشطط) أى لا تبعد عن الحق من الإشطاط وهو والشط، البعد، والثالثة (واهدنا إلى سواء الصراط) أى ارشدنا إلى الصواب، ثم فصلا الخصومة فقال احدهما مشيرا إلى الاخر (إن هذا أخى) فى الدين أو النسب أو الصحبة أو الخلطة (له تسع وتسعون نعجة) وهى الأنثى من الضأن وتطلق على بقر الوحش (ولى نعجة واحدة فقال = أكفليها) أى ملكنيها فاكفلها وأضمها إلى ما تحت يدى (وعزنى فى الخطاب) أى غلبنى فى المخاطبة، لأنه كان أفصح منى وذا قوة وبطش، واقره المدعى عليه على ذلك (قال) (داود عليه السلام) (لقد ظلمك بسؤال نعجتك) ليضمها (الى نعاجه، وإن كثيرا من الخلطاء) أى الشركاء الذين خلطوا أموالهم (ليبغى) أى يتعدى (بعضهم على بعض) ويظلمه غير مراع حق الآخر (إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات) فإنهم يتحاشون ذلك ولا يظلمون خليطا ولا غيره (وقليل ما هم) أى وهم قليل، فما زائدة للتوكيد، وقليل خبر مقدم، وهم مبتدأ مؤخر " وقيب " ما موصولة، أى وقليل الخلطاء اسوة (وظن) أى أيقن (داود أنما فتناه) أى ابتليناه .. وذلك أنهم لما دخلوا عليه قاصدين قتله، وكان ذا سلطان وقوة شديدة وقد فزع منهم ثم عفا عنهم، فدخل قلبه شئ من العجب ن فجعله على الابتلاء (فاستغفر ربه) أى طلب منه المغفرة من هذه الحالة (وخر راكعا) أى ساجدا أو ركع أولا ثم سجد (وأناب) أى رجع الى الله تعالى واعترف بأن عفوه مع القدرة لم يكن الابتوفيق الله تعالى.