للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(ب) وفى سورة فصلت عقب قوله تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ


= ختم ذكر الواقعة بقوله (وإن له عندنا لزلفى وحسن مآب) والزلفى القربة، والمأب الحسن، الجنة أهـ.
(وهذا) هو الذى بنفق وسياق القرىن ومنزلة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، " وأما " ما قيل من أنه أرسل أوريا ط بضم الهمزة وسكون الراء " إلى الجهاد مرارا وأمر أن يقدم حتى قتل، ليتزوج أمراته " فكذب " وبهتان لا يليق فى حق أى مؤمن فضلا عن نبى رسول مدحه رب العالمين بقوله: واذكر عبدنا داود ذا الإيد إنه أواب * إنا سخرنا الجبال معه يسبحن بالعشى والإشراق * والطير محشورة كل له أواب * وشددنا ملكه وآتيناه الحكمة وفصل الخطاب (قال) الفخر الرازى: والذى أدين الله به وأذهب إليه أن ذلك باطل لودوه (منها) أن هذه الحكاية لا تناسب داود، لأنها لو نسيت إلى افسق الناس واشدهم فجورا لا نتفى منها والذى نقل هذه القصة لو نسب إلى مثل هذا العمل، لبالغ فى تنزيه نفسه وربما لعن من نسبه إليها، فكيف يليق بالعاقل مسبة المعصية إلى داود عليه السلام (ومنها أن الله تعالى وصف داود عليه السلام بصفات تنافى صدور هذا الفعل منه (فقد) امر النبى صلى الله عليه وسلم أن يقتدى بداود فى الصبر على المكاره فقال: اصبر على ما يقولون واذكر عبدنا داود ذا الأيد إنه أواب ط فلو قلنا " إن داود عليه السلام لم يصبر على مخالفة النفس بل سعى فى غراقة دم عبد مسلم لغرض شهوته " فكيف " يليق باحكم الحاكمين أن يأمر سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم بالاقتداء بداود فى الصبر (ووصفه) بكونه عبد له والمقصود من هذا الوصف بيان كون الموصوف كاملا فى وصف العبودية حيث تخلى عن المحظورات وابتعد عن الشهوات وامتثل المامورات. ولو قلنا بما قالوا ما كان داود كاملا إلا فى طاعة الهوى والشهوة (ووصفه) الله بقوله (ذا الايد) أى صاحب القوة فى الدين، لأن القوة الكاملة فى اجتناب المحظورات وأداء الواجبات. وأى قوة لمن لم يملك نفسه عن قتل المسلم لرغبة فى زوجته (ووصفه) بكونه (أوابا) أى كثير الرجوع إلى الله تعالى ن فكيف يوصف بهذا من قلبه مشغول بالفسق والفجور، كالرغبة فى قتل المسلم ليتزوج أمراته أهـ ملخصا
(وعلى الجملة) فقد أثنى الله على داود عليه السلام قبل هذه القصة وبعدها. وهو =