للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ} (١) {٣٧}

(وهذا) مذهب المالكية والليث بن سعد وبعض الشافعية والحسن البصرى وإبراهيم النخعى (وروى) عن عمر وابن مسعود وابن عمر كما أخرجه ابن سعد وابن أبى شيبه من طريق نافع.

(وقال) الحنفيون وأكثر الشافعية والحنبليون والثورى وإسحاق: يسجد


= دليل صريح على بطلان ما نسبوه إليه وهو شنيع، فكيف يتوهم عاقل ان يقع بين مدحين ذم. ولو وقع ذلك فى كلام بعض الناس لاستهجنه العقلاء، فكيف بكلام الله تعالى (وقال) ابن كثير فى تفسيره: قد ذكر المفسرون هاهنا أكثرها مأخوذة من الإسرائيليات، ولم يثبت فيها عن المعصوم صلى الله عليه وعلى آله وسلم حديث يجب اتباعه، فالأولى أن يقتصر على مجرد تلاوة هذه القصة وأن يرد علمها إلى الله ن فإن القرآن حق وما تضمنته فهو حق ايضا أهـ بحذف.
(١) سيقت هذه الاية لبيان بعض الايات الدالة على كمال قدرته تعالى وإحاطة علمه وقوة تصرفه وأنه الواحد القهار الفعال لما يريد، وللرد على من عبدوا غيره كالشمس والقمر. قال (ومن آياته الليل والنهار والشمس والقمر) أى أنه خلق الليل بظلامه والنهار بضيائه، وهما متعاقبان لا يسبق أحدهما الآخر، والشمس وإشراقها، والقمر وضياءه، وقدر منازلهما ومسيرهما " كل فى فلك يسبحون " ثم نهاهم عن عبادتهم فقال (لا تسجدوا للشمس ولا للقمر) لأنهما مخلوقان من مخلوقاته تحت قهره وتسخيره (واسجدوا الله الذى خلقهن) أى خلق الربعة المذكورة وغيرها (إن كنتم إياه تعبدون) كان قوم يسجدون للشمس والقمر والكواكب ويزعمون أنهم يقصدون بالسجود لها السجود لله، فنهوا عن ذلك وعن أن يشركوا به غيره فى العبادة والسجود، فإنه لا تنفعهم عبادتهم لله مع عبادتهم لغيره، فغنه لا يغفر ان يشرك به. ولذا قال سبحانه (فإن استكبروا) أى تكبروا عن إفراد الله بالعبادة وابوا إلا أن يشركوا معه غيره (فالذين عند ربك) يعى الملائكة والعندية عندية مكانه وشرف لا مكان (يسبحون) (أى يصلون. له بالليل والنهار وهم لا يسئمون) أى لا يملون ولا يفترون عن عبادته