(١) سيقت هذه الاية لبيان بعض الايات الدالة على كمال قدرته تعالى وإحاطة علمه وقوة تصرفه وأنه الواحد القهار الفعال لما يريد، وللرد على من عبدوا غيره كالشمس والقمر. قال (ومن آياته الليل والنهار والشمس والقمر) أى أنه خلق الليل بظلامه والنهار بضيائه، وهما متعاقبان لا يسبق أحدهما الآخر، والشمس وإشراقها، والقمر وضياءه، وقدر منازلهما ومسيرهما " كل فى فلك يسبحون " ثم نهاهم عن عبادتهم فقال (لا تسجدوا للشمس ولا للقمر) لأنهما مخلوقان من مخلوقاته تحت قهره وتسخيره (واسجدوا الله الذى خلقهن) أى خلق الربعة المذكورة وغيرها (إن كنتم إياه تعبدون) كان قوم يسجدون للشمس والقمر والكواكب ويزعمون أنهم يقصدون بالسجود لها السجود لله، فنهوا عن ذلك وعن أن يشركوا به غيره فى العبادة والسجود، فإنه لا تنفعهم عبادتهم لله مع عبادتهم لغيره، فغنه لا يغفر ان يشرك به. ولذا قال سبحانه (فإن استكبروا) أى تكبروا عن إفراد الله بالعبادة وابوا إلا أن يشركوا معه غيره (فالذين عند ربك) يعى الملائكة والعندية عندية مكانه وشرف لا مكان (يسبحون) (أى يصلون. له بالليل والنهار وهم لا يسئمون) أى لا يملون ولا يفترون عن عبادته