للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عقب قوله تعالى: {فَإِنِ اسْتَكْبَرُوا فَالَّذِينَ عِندَ رَبِّكَ يُسَبِّحُونَ لَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُمْ لَا يَسْأَمُونَ} {٣٨}

(وروى) عن ابن عباس وسعيد بن المسيب وابن سيرين.

(قال) النووى فى المجموع: سجدة حم السجدة فيها وجهان لأصحابنا (أصحهما) عند يسأمون. وبه قطع الأكثرون (والثانى) أنها عند قوله تعالى {إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ}. (وحكى) ابن المنذر هذا المذهب عن عمر بن الخطاب والحسن البصرى وزيد بن الحارث ومالك والليث رضى الله عنهم.

(وحكى) الأول عن ابن المسيب وابن سيرين أيضا والثورى وإسحاق وهو مذهب أبى حنيفة وأحمد (١).

(جـ) وفى سورة النجم عقب قوله تعالى: {أَفَمِنْ هَذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ وَتَضْحَكُونَ وَلَا تَبْكُونَ وَأَنتُمْ سَامِدُونَ {٦١} فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا} (٢) {٦٢}

(د) وفى سورة الإنشقاق عقب قوله تعالى: {فَمَا لَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ * وَإِذَا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنُ لَا يَسْجُدُونَ} (٣) {٢١}


(١) انظر ص ٦٠ ج ٤ شرح المهذب (باب سجود التلاوة).
(٢) المعنى أتعجبون أيها الكفار من أن يكون هذا القرآن صحيحا منزلا من عند الله (وتضحكون) منه استهزاء وسخرية (ولا تبكون) لسماع وعده ووعيده كما يفعل المؤمنون قال الله تعالى: وإذا اتتلى عليهم آيات الرحمن خروا سجدا وبكيا. مريم: (٥٨) زقال: ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعا الإسراء: (١٠٩)، (وأنتم سامدون) أى لاهون معرضون غافلون عما يطلي منكم (فاسجدوا لله واعبدوا) أى اخضعوا له وأخلصوا له فى العبادة ووحدوه. هذا والمراد بالسجود سجود الصلاة عند مالك وسجود التلاوة عند غيره كما سيأتى بعد إن شاء الله.
(٣) (فمالهم لا يؤمنون) الخ اى بعد ظهور هذه الأدلة العلوية والسفلية الدالة على الخالق العظيم والقادر العليم جل شأنه ماذا يمنع الكفرة الفجرة من الإيمان = بالله ورسوله واليوم الآخر؟ وما لهم إذا تليت عليهم آيات الله وكلامه لا يسجدون إعظاما وإكراما واحتراما؟ فالمراد بالسجود سجود التلاوة عند الجمهور.
(وقال) مالك: المراد به السجود اللغوى وهو الخضوع على ما سيأتى بيانه.