للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(وبهذا) قال الليث وإسحاق وابن المنذر. وابن حبيب وابن وهب المالكيان. وروى عن أحمد.


= على إيمانهم، فكان يوما فى مجلس لقريش فانزل الله تعالى سورة النجم فقرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يلغ قوله: افرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى، القى الشيطان على لسانه ما كان يحدث به نفسه ويتمناه: تلك الغرانيق العلا، وإن شفاعتهن لتربحى فلما سمعت قريش ذلك فرحوا به، ومضى رسول الله صلى الله عليه وسلم فى قراءته، يقرأ السورة كلها وسجد فى آخر السورة، فسجد المسلمون بسجوده وسجد جميع من فى المسجد من المشركين. فلم يبق فى المسجد مؤمن ولا كافر إلا سجد إلا الوليد ين المغيرة وابو سعيد بن العاص، فإننهما أخذا حفنة من البطحاء ورفعاها الى جبهتهما وسجدا عليها، لأنهما كانا شيخين كبيرين فلم يستطع السجود وتفرقت قريش وقد سرهم ما سمعوا من ذكر آلهتهم، ويقولون قد ذكر محمد آلهتنا بأحسن الذكر. وقالوا: قد عرفنا أن الله يحيى ويميت ويخلق ويرزق، ولكن ىلهتنا هذه تشفع عنده، فإن جعل لها محمد ماذا صنعت، لقد تلوت على الناس ما لم آتت به عن الله عز وجل، فحزن رسول الله صلى الله عليه وسلم حزنا شديدا وخاف من الله خوفا كثيرا، فإنزل الله هذه الآية يعمى (وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبى وإلا إذا تمنى ألقى الشيطان فى امنيته) الحج ٥٢ - يعزيه وكان به رحيما، وسمع بذلك من كان بأرض الحبشة من أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم وبلغهم سجود قريش، وقيل اسلمت قريش وأهل مكة. فرجع أكثرهم إلى عشائرهم وقالوا هم أحب غلينا، حتى إذا دنوا من مكة بلغهم أن الذى كانوا يحدثونه من إسلام أهل مكة كان باطلا، فلم يدخل أحد إلا بجوار أو مستخفيا فلما نزلت هذه الآية قالت قريش: ندم محمد على ما ذكر من منزلة آلهتنا عند الله فغير ذلك وكان الحرفان اللذان القى الشيطان على رسول الله صلى الله عليه وسلم قد وقعا فى فم كل مشرك، فازدادوا شرا إلى ما كانوا عليه وشدة على من اسلم، انظر ص ٦٠٠ وما بعدها ج ٥ معالم التريل (آية ٥٢ الحج).
(وهى) قصة باطلة مردودة عقلا ونقلا وقد تصدى لردها وتزييفها كثير من علماء السلف والخلف (قال) الفخر الرازى: هذه رواية المفسرين الظاهريين، أما أهل =